أما القرآن: فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} [الحشر: 10] إلخ.

وفي سنن أبي داود (3199) عن أبي هريرة؛ أنَّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صليتم على الميت، فأخلصوا له الدعاء".

وفي حديث صحيح مسلم (974): "كان -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم؛ إذا خرجوا إلى المقابر يقولون: السلام عليكم ... " إلخ.

3 - وصول ثواب الصدقة؛ كما في البخاري (1388)، ومسلم (1004) من حديث عائشة -رضي الله عنها- في الرجل الذي قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أمي ماتت ولم توصِ، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم".

4 - وصول ثواب الصوم؛ كما في حديث عائشة عند البخاري (1952) "من مات وعليه صوم، صام عنه وليه".

وفي البخاري (1953)، ومسلم (1148)، عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنَّ أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال: نعم، دين الله أحق أن يقضى".

5 - وأما وصول ثواب الحج: ففي صحيح البخاري (7315) عن ابن عباس: "أنَّ امرأة قالت: يا رسول الله إنَّ أمي نذرت أن تحج فلم تحج، حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها، فالله أحق بالقضاء"

قال -رحمه الله تعالى-: هذه نصوص متظاهرة على وصول ثواب الأعمال إلى الميت، إذا فعلها الحي عنه، فأي نص أو قياس أو قاعدة من قواعد الشرع يوجب وصول أحدهما، ويمنع وصول الآخر، فوصول الجميع محض القياس، فإنَّ الثواب حق للعامل، فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع ذلك، كما لم يمنع من هبة ماله في حياته، وإبرائه منه بعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015