توجيه اللمع (صفحة 529)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= والبلدان والأحياء والصناعات تقول: زيدي وفاطمي ودمشقي وتميمي ونحوي. وإنما افتقر إلى علامة, لأنه معنى حادث في الاسم فلابد له من علامة كالتثنية والجمع والتأنيث, وكانت العلامة من حروف اللين, لأنها الجديرة بالزيادة, وكانت الياء أولى, لأنهم لو زادوا الألف لالتبس بالمقصود, ولو زادوا الواو لثقلت عليهم, وإنما شددوا الياء, لأنهم لو خففوها لحذفت لالتقاء الساكنين فزالت علامة النسب, وإنما كسروا ما قبلها ليدلوا على شدة امتزاج الاسم بالعلامة. كما قالوا: ضربوا فضموا الباء لشدة اتصال الفعل بالفاعل.

فإن نسبت إلى اسم ثلاثي مكسور العين أبدلت من كسرته فتحة, فقلت في نمر: نمري, وهو النمر بن قاسط وفي شقرة: شقري, والشقرة في الأصل واحد الشقر, وهو شقائق النعمان.

قال طرقة بن العبد:

456 - فتساقا القوم كأسًا مرة ... وعلى الخيل دماء كالشقر

والشقرة: حي. وقال الشاعر:

457 - يا كعب إنك لو قصرت على ... حسن الندام وقلة الجزم

وسماع مدجنة تعللنا ... حتى تؤؤب تاوب العجم

لصحوت والنمري يحسبها ... عم السماك وخالة النجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015