توجيه اللمع (صفحة 381)

باب: (نعم وبئس)

قال ابن جني: اعلم أن نعم وبئس فعلان ماضيان غير متصرفين, ومعناهما: المبالغة / في المدح أو الذم, ولا يكون فاعلاهما إلا اسمين معرفين باللام 37/ب تعريف الجنس أو مضمرين على شريطة التفسير, ثم يذكر بعد ذلك المقصود بالمدح والذم تقول: نعم الرجل زيد, وبئس الغلام جعفر, فالرجل مرفوع بفعله, وزيد مرفوع, لأنه خبر مبتدأ محذوف كأن قائلًا قال: من هذا الممدوح؟ فقلت: زيد أي هو زيد, وإن شئت كان زيد مرفوعًا بالابتداء, وما قبله خبر عنه مقدم عليه والمضاف إلى اللام كاللام تقول: نعم غلام الرجل زيد وبئس وافد العشيرة جعفر.

فإنوقعت بعدها النكرة نصبتها على التمييز تقول: نعم رجلًا أخوك, وبئس صاحبًا صاحبك, والتقدير: نعم الرجل أخوك, فلما أضمرت الرجل فسرته يقولك: رجلًا, فإن كان الفاعل مؤنثًا كنت في إلحاق العلامة وتركها مخيرًا, تقول: نعم المرأة هند, ونعمت المرأة هند, فمن ألحق العلامة قال: هذا فعل كسائر الأفعال, ومن لم يلحقها أراد معنى الجنس فغلب عنده التذكير.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب نعم وبئس)

قال ابن الخباز: / نعم وبئس فعلان عند البصريين, واحتجوا على ذلك من 125/أوجهين: أحدهما اتصال تاء التأنيث بهما, وفي الحديث: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» والثاني: أنهم قد قالوا: نعما ونعموا وهذه علامات الأفعال. وذهب الكوفيون إلى أنهما اسمان واحتجوا من وجهين: أحدهما: النداء كقولهم: يا نعم المولى والثاني: دخول حرف الجر كقول حسان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015