توجيه اللمع (صفحة 311)

باب: (النداء)

قال ابن جني: الأسماء المناداة على ثلاثة أضرب: مفرد, ومضاف, ومشابه, للمضاف / لأجل طوله: والمفرد على ضربين: معرفة, ونكرة, والمعرفة أيضًا 29/ب على ضربين: أحدهما: ما كان معرفة قبل النداء ثم نودي فبقي على تعريفه نحو يا زيد ويا عمرو. والثاني: ما كان نكرة ثم نودي فحدث فيه التعريف بحرف الإشارة والقصد نحو: يا رجل كلاهما مبني على الضم كما ترى, وأما النكرة: فمنصوبة بيا, لأنها نابت عن الفعل, ألا ترى أن معناها أدعو زيدًا وأنادي زيدًا, كذلك المضاف منصوب نحو: يا عبد الله, ويا أبا الحسن وكذلك المشابه للمضاف من أجل طوله, وهو كل ما كان عاملًا فيما بعده نصبًا أو رفعًا, فالنصب نحو: يا ضاربًا زيدًا, ويا خيرًا من عمرو, ويا عشرين رجلًا. والرفع نحو قولك: يا حسنًا وجهه, ويا قائمًا أخوه, وكذلك العطف نحو رجل سميته: زيدًا وعمرًا تقول إذا ناديته: يا زيدًا وعمرًا أقبل.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب النداء)

قال ابن الخباز: يقال: نداء ونداء, فمن كسر قال: هو مصدر فاعل, ومن ضم قال: هو صوت ولا يكون المنادى إلا اسمًا, لأنه مفعول, فإن وجدت بعد حرف النداء فعلًا أو حرفًا فهو على حذف المنادى كقوله تعالى: {ياليتني كنت ترابًا} وكقوله في قراءة الكسائي: {ألا يا اسجدوا}.

والأسماء المناداة ثلاثة أقسام: الأول: المفرد, وهو ضربان: معرفة ونكرة, والمعرفة ضربان: أحدهما: العلم نحو زيد وعمرو, فهذا إذا ناديته بنيته على الضم كقوله تعالى: {يا صالح} و {يا إبراهيم} وإنما بُني, لأنه وقع موقع أسماء الخطاب التي تغلب عليها معاني الحروف, إذ الأصل أن نقول: ادعوك وأناديك, =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015