توجيه اللمع (صفحة 226)

قال ابن جني: ومعنى اللام: الملك والاستحقاق. تقول: المال لزيد, أي: هو مالكه ومستحقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= ومن مواضع زيادتها ورودها في خبر ليس, كقولك: ليس زيد بقائم وموضعها نصب فلو عطفت اسمًا جاز جره حملًا على لفظ مجرورها, ونصبه حملًا على موضعها تقول: ليس زيد بجبان ولا بخيل, وإن شئت ولا بخيلًا, وأنشد سيبويه 68/أرحمه الله / لعقبة الأسدي:

145 - معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا

وأما اللام: فمعناها الاختصاص, كقولك: المال لزيد, أي: هو المختص به. وقال أبو علي: معناها التخصيص والملك, فالملك كقولنا: العبد لزيد, والاختصاص كقولنا: السرج للفرس. وقال الزمخشري: «معنى اللام الاختصاص» وقد فسرناه.

وقال ابن الخباز: (ومعنى اللام الملك والاستحقاق) والفرق بينهما: خصوص الملك وعموم الاستحقاق, فكل مالك مستحق, وليس كل مستحق مالكًا. ألا ترى أنك إذا قلت: المال لزيد, فزيد مالك المال ومستحقه, وإذا قلت: السرج للفرس, فالفرس يستحق السرج ولا يملكه؟ والجيد أن تفسر اللام بالاختصاص, لأنه معنى عام في جميع مواضعها قال الله تعالى: {وأنزل لكم من السماء ماء} فهذه للاختصاص.

ويجوز أن تكون للتعليل, وأظهر منه في الاختصاص قوله تعالى: {وجعلنا لكم فيها معايش}. وتكون زائدة كقوله تعالى: {إن كنتم للرؤيا تعبرون} =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015