وَكَلَام الدَّارَقُطْنِيّ صَحِيح وَلكنه لم يقل أَنه روى عَن أبي عَاصِم وَلَو كَانَ يروي عَن أبي عَاصِم لبدأ بِهِ

وعَلى أَن عبد الْغَنِيّ مَا كتب عَن القَاضِي كَانَ حَافِظًا ضابطا يفهم وَلَا يتْرك شَيْئا سدى

وَكَانَ القَاضِي أَبُو طَاهِر ثبتا ثِقَة يتحَرَّى فِيمَا يُؤَدِّيه ويستظهر فِيمَا يرويهِ

أَخْبرنِي ابو الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مَيْمُون الصَّدَفِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد قَالَ قَرَأت على القَاضِي ابي طَاهِر كتاب الْعلم ليوسف بن يَعْقُوب لأبي الْفضل الْوَزير وَكَانَ من مذْهبه إِذا قَرَأَ لَهُ الحَدِيث فانتهت الْقِرَاءَة يُقرر الْمُحدث فَيَقُول كَمَا قرئَ عَلَيْك فَقَالَ لَهُ لما فرغت من الْقِرَاءَة كَمَا قرئَ عَلَيْك فَقَالَ نعم إِلَّا اللحنة بعد اللحنة فَقلت أَيهَا القَاضِي سمعته معربا قَالَ لَا قلت هَذِه بِهَذِهِ وَقمت من لَيْلَتي فَجَلَست عِنْد الْيَتِيم النَّحْوِيّ وَمن كَانَ فِي هَذَا الْجد من الِاسْتِظْهَار لَا يخفى عَلَيْهِ اسْم شَيْخه

وعَلى أَن مَا ذكره الْخَطِيب يبطل بعضه بَعْضًا لِأَنَّهُ جعل مُحَمَّد بن حبَان بن بكر بن عَمْرو وَمُحَمّد بن حبَان بن الْأَزْهَر الْقطَّان الْعَبْدي [وَاحِد] وَيَكْفِي ذكر نسبهما فِي الْفرق بَينهمَا على أَن مُحَمَّد بن حبَان بن بكر بن عَمْرو نزل بَغْدَاد وَبهَا مَاتَ وَمُحَمّد بن حبَان بن الْأَزْهَر أَقَامَ [بِالْبَصْرَةِ وَحدث عَنهُ البصريون]

وَالله أعلم بِالصَّوَابِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015