وَقَال غيره: مات فِي ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين غازيا بمرو الروذ بقرية يقال لها: داغول، ولَهُ ست وسبعون سنة، كَانَ مولده فِي فتح مكة.

وَقَال نهار بن توسعة يرثيه:

لله دركم غداة دفنتم • سم العداة ونابلا لا يحظر.

أن تدفنوه فإن مثل بلائه • فِي المسلمين وذكره لا يقبر.

كَانَ المدافع دون بيضة مصره • والجابر العظم الذي لا يجبر.

والكافي الثغر المخوف بحزمه • وبيمن طائره الذي لا ينكر.

أنى لها مثل المهلب بعده • هيهات هيهات الجناب الانصر.

كل امرئ ولي الرعية بعده • بدل لعُمَر أبيك منه أعور.

ماساسنا مثل المهلب سائسا • أعفى عن الذنب الذي لا يغفر.

لا لا وأيمن فِي الحروب بفتية • منه وأعدل فِي النهاب وأوقر.

وأشد فِي حق العراق شكيمة • يخشى بوادرها الإمام الأكبر.

جمع المروءة والسياسة والتقى • ومحاسن الأخلاق منها أكثر.

تحرى لَهُ الطير الأيامن عُمَره • ولو أنه خمسين عاما يحظر.

لما رأى الأمر العظيم وأنه • سيحل بالمِصْرِين أمر منكر.

وأرنت العوذ المطافل حوله • حذر السباء وزل عنها المئزر.

ألقى القناع وصار نحو عصابة • حرز فذاقوا الموت وهُوَ مشمر.

كَانَ المهلب للعراق سكينة • وولي حادثها الذي يستنكر (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015