آخر، لم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بعضهم عَن بعض، ولم يحلف بعضهم بعضا.

قلت: ما ذكره البخاري رحمه الله لا يقدح في صحة هذا الحديث، ولا يوجب ضعفه، أما كونه لم يتابع عليه، فليس شرطا في صحة كل حديث صحيح أن يكون لراوية متابع عليه، وفي الصحيح عدة أحاديث لا تعرف إلا من وجه واحد، نحو حديث: "الأعمال بالنية"، الذي أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول وغير ذلك. وأما ما أنكره من الاستحلاف، فليس فيه أن كل واحد من الصحابة كان يستحلف من حدثه عَن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بل فيه أن عليا رضي الله عنه كان يفعل ذلك، وليس ذلك بمنكر أن يحتاط في حديث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، كما فعل عُمَر رضي الله عنه في سؤاله البينة بعض من كان يروي له شيئا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ، كما هو مشهور عنه (?) ، والاستحلاف أيسر من سؤال البينة، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015