الْمُسلمين فِي مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا على الرضى بِي ثمَّ نظرت فَرَأَيْت أَنِّي مَتى تخليت عَن هَذَا الْأَمر اضْطربَ الْمُسلمُونَ وَغلب على النَّاس الْهَرج والفتنة وَوَقع التَّنَازُع فتعطلت أَحْكَام الله وَلم يخذ لمظلوم من ظَالِم وانقطعت السبل وَلم يحجّ بِبَيْت الله وَلم يُجَاهد فِي سَبيله إِذْ لم يكن سُلْطَانا يجمعهُمْ ويسوسهم فَقُمْت بِهَذَا الْأَمر حياطة للْمُسلمين إِلَى أَن يجْتَمع الْمُسلمُونَ على رجل تتفق كلمتهم على الرضى بِهِ وَأسلم الْأَمر إِلَيْهِ وأكون أَنا كَرجل من الْمُسلمين

وَأَنت أَيهَا الرجل رَسُولي إِلَى جَمِيع الْمُسلمين بِهَذَا فَقَامَ وَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته قَالَ فَأمر الْمَأْمُون عَليّ بن صَالح أَن يُوَجه من يتبعهُ حَتَّى يعلم أَيْن يقْصد فَفعل ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ مضى إِلَى مَسْجِد فِيهِ جمَاعَة على هَيئته وزيه فَقَالُوا لقِيت الرجل قَالَ نعم وقص عَلَيْهِم الْقِصَّة فَقَالُوا مَا نرى فِي هَذَا بَأْسا وافترقوا فَأقبل الْمَأْمُون على يحي بن أَكْثَم وَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّد قد كفينا مُؤنَة هَؤُلَاءِ بأيسر خطب قَالَ ابْن أَكْثَم مَا رَأَيْت وَلَا سَمِعت بأكرم من الْمَأْمُون وَأخذ فِي الحَدِيث عَنهُ قَالَ بت عِنْده لَيْلَة فانتبه فِي اللَّيْل فظنني نَائِما فَجعلت أراعيه وَقد عَطش فَلم يدع بالغلام لِئَلَّا ينبهني فَقَامَ متسللا حافيا يُقَارب الخطو حَتَّى أَتَى البرادة فَتَنَاول كوزا مِنْهَا فَشرب ثمَّ رَجَعَ يخفي وَطئه كَأَنَّهُ لص حَتَّى اضْطجع فِي مضجعه وَأَخذه سعال فرأيته يَجْعَل كمه فِي فِيهِ لِئَلَّا أسمع سعاله فانتبه وطلع الْفجْر وَأَرَادَ الْقيام وَقد تناومت غلى أَن كَادَت الصَّلَاة تفوت فتحركت فَقَالَ الله أكبر يَا غُلَام هَات نعل أبي مُحَمَّد فَقلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015