قَالَ يحي بن أَكْثَم القَاضِي تغدينا فِي يَوْم عيد عَن الْمَأْمُون فظننته أَنه وضع على الْمَائِدَة أَكثر من ثَلَاثمِائَة لون فَكلما وضع لون نظر إِلَيْهِ فَيَقُول هَذَا نَافِع لكذا وضار من كَذَا فَمن كَانَ صَاحب صفراء فَليَأْكُل من هَذَا وَمن غلب عَلَيْهِ السَّوْدَاء فَلَا يَأْكُل من هَذَا وَمن أحب الزِّيَادَة فِي لَحْمه فَليَأْكُل من هَذَا فوَاللَّه مازال يَقُول كَذَا فِي كل لون حَتَّى رفعت الْمَائِدَة فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن خضنا فِي الطِّبّ كنت جالينوس فِي مَعْرفَته وَإِن تكلمنا فِي النُّجُوم كنت هرمسا فِي حسابه أَو فِي الْفِقْه كنت عليا بن أبي طَالب صلوَات الله عَلَيْهِ فِي علمه فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّد أَيْن فضل الْإِنْسَان على غَيره من الْحَيَوَان إِنَّمَا هُوَ بعقله وَلَوْلَا تفاضل الْعُقُول لتساوى النَّاس

قَالَ يحي بن أَكْثَم كَانَ الْمَأْمُون يجلس للنَّاس فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ق 60 للمناظرة فَإِذا حضر الْفُقَهَاء وَمن يناظر من أهل المقالات ادخُلُوا حجرَة مفروشة وَقيل انزعوا أخفافكم وأحضرت الموائد وَقيل أصيبوا من الطَّعَام وجددوا الْوضُوء وَمن ثقلت عَلَيْهِ قلنسوته فليضعها فَإِذا فرغوا أَتَوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015