تهذيب التهذيب (صفحة 543)

بلال بن أبي بردة فهنأه ثم لزم المسجد يصلي ويقرأ ليله ونهاره فدس إليه ثقة له فقال له: إن علمت لك في ولاية العراق ما تعطيني فضمن له مالا جزيلا فأخبر بذلك عمر فنفاه وأخرجه وقال: "يا أهل العراق إن صاحبكم أعطي مقولا ولم يعط معقولا", وفي رواية الأصمعي فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله على الكوفة: "أن بلالا غرنا بالله فكدنا أن نغنز به ثم سبكناه فوجدناه خبثا كله". روى ابن الأنباري أنه مات في حبس يوسف وأنه قتله دهاؤه قال للسجان أعلم يوسف أني قد مت ولك مني ما يغنيك فأعلمه فقال يوسف أرنيه ميتا فجاء السجان فألقى عليه شيئا غمه حتى مات ثم أراه يوسف. روى له الترمذي حديثا وذكر البخاري في الأحكام حديث "لا تصيب عبدا بلية إلا بذنب". قلت: قال أبو العباس المبرد أول من أظهر الجور من القضاة في الحكم بلال وكان يقول: إن الرجلين ليختصمان إلي فأجد أحدهما أخف على قلبي فأقضي له. وذكره أبو العرب الصقلي في كتاب الضعفاء وحكى عن مالك بن دينار أنه قال لما ولي بلال القضاء: "يا لك أمة هلكت ضياعا" قرأت بخط الذهبي مات بلال سنة نيف وعشرين ومائة وذكره ابن حبان في الثقات.

929 ـ "4 - بلال" بن الحارث المزني أبو عبد الرحمن المدني. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عمر بن الخطاب وابن مسعود. وعنه ابنه الحارث وعلقمة بن وقاص وعمرو بن عوف إن كان محفوظا والمغيرة بن عبد الله اليشكري. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين وقال أحمد بن عبد الله بن البرقي: يقال: أن بلال بن الحارث كان أول من قدم من مزينة على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015