شفتيه. قال: وكان منصور إذا رأيته قلت: رجل قد أصيب بمصيبة، ولقد قالت له أمه: ما هذا الذى تصنع بنفسك، تبكى الليل عامته لا تكاد تسكت، لعلك يا بنى قتلت نفسًا، قال: يا أمت، أنا أعلم بما صنعت بنفسى.
وقال أبو يزيد الواسطى: كان أول ما يبلى من ثياب منصور ما يلى ركبتيه من كثرة السجود. قال أحمد بن عبد الله: منصور بن المعتمر كوفى، ثبت فى الحديث، ثقة، كان أثبت أهل الكوفة، وكان مثل القدح لا يختلف فيه أحد، متعبدًا، رجلاً صالحًا، أكره على القضاء، وكان قد عمش من كثرة البكاء، وصام ستين سنة وقامها.
وقال زايدة: أُكره على القضاء فامتنع. وقالت فتاة لأبيها: يا أبت، الأسطوانة التى كانت فى دار منصور ما فعلت؟ فقال: يا بنية، ذاك منصور كان يصلى الليل فمات. توفى سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
607 - منصور الفقيه:
من أصحابنا، مذكور فى [......] (?) . هو أبو الحسن منصور بن إسماعيل بن عمرو التيمى الضرير الإمام.
608 - منقذ بن عمرو الصحابى، رضى الله عنه (?) :
والد حبان بن منقذ، بفتح الحاء، مذكور فى المهذب والوسيط فى خيار الشرط، هو جد محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ جده الأعلى، وهو منقذ، بكسر القاف، وبالذال المعجمة، ابن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارى النجارى المازنى الصحابى المدنى.
ذكره البخارى فى تاريخه، وبسط ترجمته بالنسبة إلى باقى تراجم تاريخه، فقال: هو صحابى. قال البخارى: قال ابن عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: ثنا محمد بن يحيى بن حبان، قال: كان جدى منقذ بن عمرو أصابته آمة فى رأسة فكسرت لسانه، ونازعت عقله، وكان لا يدع التجارة ولا يزال يغبن، فذكر ذلك للنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: “إذا بعت فقل: لا خلابة، وأنت فى كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال” (?) .
وعاش ثلاثين ومائة سنة، وكان فى زمن عثمان حين كثر الناس يبتاع فى السوق، فيصير إلى أهله فيلومونه فيرده، ويقول: إن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جعلنى