ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثلاثًا" (?) ، وعن عائشة، رضى الله عنها، قالت: "أمرنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن ننزل الناس منازلهم" (?) . قال الحاكم أبو عبد الله فى علوم الحديث: هو حديث صحيح، وأشار أبو داود فى سننه إلى أنه مرسل.
ومنها أنهم أئمتنا وأسلافنا، كالوالدين لنا، وأجدى علينا فى مصالح آخرتنا التى هى دار قرارنا، وأنصح لنا فيما هو أعود علينا، فيقبح بنا أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم. ومنها أن يكون العمل والترجيح بقول أعلمهم وأورعهم إذا تعارضت أقوالهم على ما أوضحته فى مقدمة شرح المهذب. ومنها بيان مصنفاتهم وما لها من الجلالة وعدمها، والتنبيه على مراتبها، وفى ذلك إرشاد للطالب إلى تحصيلها، وتعريف له بما يعتمده منها، وتحذيره مما يخاف من الاعتزار به، وغير ذلك، وبالله التوفيق.
* * *
وقد جمعت فى هذه الأقسام جُملاً نفيسة فى كتاب الأذكار، وأنا أشير هنا إن شاء الله إلى نُبذ من عيون ذلك:
يستحب تحسين الاسم، لحديث أبى الدرداء، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، فأحسنوا أسمائكم" (?) . رواه أبو داود بإسناد جيد.
وفى صحيح مسلم، عن ابن عمر، رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن" (?) .
وفى سنن أبى داود، والنسائى، عن ابن وهب الجشمى الصحابى، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها: حارث، وهمام، وأقبحها: حرب، ومرة" (?) .
وفى صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، رضى الله عنه، قال: قال رسول