فَعِمًا نَبِيلَ الْخَلْقِ يَسْبِقُ عَدْوُهُ ... نَظَرَ الْبَصِيرِ غَيَايَةً وَبَرَاحَا
وَقَوْلُ الْعَجْاجِ فِي وَصْفِهِ بَحْرًا بِالِامْتِلَاءِ مِنَ الْمَاءِ:
[البحر الرجز]
أَرَاحَ بَعْدَ الْغَمِّ وَالتَّغَمْغُمِ ... خُشْبٌ نَفَاهَا دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ
يَمُدُّهُ آذِيُّ بَحْرٍ عَيْلَمِ
وَيُقَالُ: أَفْعَمَ فُلَانٌ الْقِرْبَةَ، إِذَا مَلَأَهَا مَاءً، وَقِرْبَةٌ مُفْعَمَةٌ، إِذَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً وَأَمَّا قَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: لَتَسْلُكُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ. فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْقُذَّةِ الرِّيشَةَ الْوَاحِدَةَ مِنْ رِيشِ السَّهْمِ، تُجْمَعُ قُذَذًا، كَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْمًا يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَقَالَ: فَأَخَذَ سَهْمَهُ، فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ فِي رِصَافِهِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْقُذَذِ، فَتَمَادَى أَيَرَى شَيْئًا