للزبير اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فإنه يعني بالجدر الجدار وأما الحرة فإنها كل أرض ملبس وجهها الحجارة وقد بينا ذلك فيما مضى قبل بشواهده وأما قول الزبير فأحفظ رسول الله

المَاء من الْحرَّة إِلَى السهل. وَوَاحِد الشراج: شرج.

وَأما التلاع: فَإِنَّهَا مجاري المَاء من أعالي الأَرْض إِلَى بطُون الأودية؛ واحدتها: تلعة. وَقد قيل: إِن التلعة تكون: مَا ارْتَفع من الأَرْض، وَمَا انحدر مِنْهَا، وَكَانَ بَعضهم يَجْعَل ذَلِك من الأضداد.

وَمن التلاع قَول نَابِغَة ذبيان:

(عَفا حسم من فرتنى فالفوارع ... فجنبا أريك فالتلاع الدوافع)

وَأما الشواجن: فَإِنَّهَا بطُون الأودية، واحدتها: شاجنة.

وَمن ذَلِك قَول الطرماح بن حَكِيم:

(أَمن دمن بشاجنة الْحجُون ... عفت مِنْهَا الْمنَازل مُنْذُ حِين)

وَأما قَول رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للزبير: " اسْقِ ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر ". فَإِنَّهُ يَعْنِي بالجدر الْجِدَار.

وَأما الْحرَّة: فَإِنَّهَا كل أَرض ملبس وَجههَا الْحِجَارَة. وَقد بَينا ذَلِك فِيمَا مضى قبل بشواهده.

وَأما قَول الزبير: فأحفظ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَول الْأنْصَارِيّ؛ فَإِنَّهُ يَعْنِي بقوله: فأحفظ: فأغضب. وَمِنْه يُقَال: عِنْد الحفائظ تهتز الكتائف، يَعْنِي بِهِ: عِنْد الْأُمُور الَّتِي تورث الْغَضَب تهتز الكتائف من ذَوي الْأَرْحَام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015