فمن ذلك قوله فإنه لم ينأ لك يعني بذلك لم يأن لك فقدم النون قبل الهمزة كما يقال جذب وجبذ وصقع وصعق وأما قوله ويرزقه الله الإنابة فإن الإنابة الرجعة إلى الشيء بعد الإدبار عنه يقال منه أناب فلان من كذا إلى

إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة

684 - وحَدثني مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ، قَالَ: حَدثنَا عبد الْملك بن عَمْرو، قَالَ: حَدثنَا كثير بن زيد، قَالَ: حَدثنِي الْحَارِث بن أبي يزِيد، قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله، يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن من السَّعَادَة أَن يطول عمر العَبْد، وَيَرْزقهُ الله الْإِنَابَة ".

(" القَوْل فِي الْبَيَان عَمَّا فِي هَذِه الْأَخْبَار من الْغَرِيب ")

فَمن ذَلِك قَوْله: " فَإِنَّهُ لم ينأ لَك "؛ يَعْنِي بذلك: لم يَأن لَك: فَقدم النُّون قبل الْهمزَة، كَمَا يُقَال: جذب وجبذ. وصقع وصعق.

وَأما قَوْله: " وَيَرْزقهُ الله الْإِنَابَة "، فَإِن الْإِنَابَة: الرّجْعَة إِلَى الشَّيْء بعد الإدبار عَنهُ. يُقَال مِنْهُ: أناب فلَان من كَذَا إِلَى كَذَا، فَهُوَ ينيب إِلَيْهِ إنابة: إِذا رَجَعَ إِلَيْهِ.

وَمِنْه قَول الله - تَعَالَى ذكره -: {إِن إِبْرَاهِيم لحليم أَواه منيب} . يَعْنِي بقوله: منيب: رَاجع إِلَى الله، وَإِلَى مَا يُحِبهُ مِنْهُ من طَاعَته.

(ذكر خبر آخر من أَخْبَار طَلْحَة بن عبيد الله عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)

685 - حَدثنِي أَبُو شُرَحْبِيل الْحِمصِي، قَالَ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، قَالَ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن طَلْحَة بن عبيد الله، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015