«والواقع أن التعاليم الدينية ومظاهرها عند أشد المسلمين محافظة على الدين وتمسكًا به، قد أخذت في التحول ببطء في الإسلام آخذة في التحول، وأن هذا التحول يتجه نحو تقريبه من الموازين الغربية في الأخلاق، التي هي في الوقت نفسه متمثلة في التعاليم الأخلاقية في الكنيسة المسيحية».
إن هؤلاء قد ضلوا السبيل واتخذوا من المسيحية ستارًا لإثارة العصبية، فلا ينكر أحد أن القيم الأخلاقية في الغرب اليوم ليست هي التعاليم الأخلاقية للسيد المسيح، وهؤلاء لا يخفون أغراضهم، ففي هذا الكتاب، يقول (جيب): «أصبح الرجل من عامة المسلمين يرى أن الشريعة الإسلامية لم تعد هي الفيصل فيما يعرض له من مشاكل». ثم يقول: «إن نجاح التطور يتوقف إلى حد يعيد على القادة والزعماء».
ماذا يقول (كرومر)؟
إن (كرومر) كان المعتمد البريطاني بمصر خلال فترة الاحتلال البريطاني. وقد وضع كتابًا باسم " مصر الحديثة " يقول فيه: «الإسلام بطبيعة تعاليمه عدو للحضارة الأوروبية، والمسلم غير المتخلق بأخلاق الأوروبيين لا يقوى على حكم مصر في هذه الأيام، لذلك سيكون المستقبل الوزاري للمصريين المتربين تربية أوروبية».
ولقد أكد (كرومر) بقوله: «سنرحل عن مصر على أن تحكم بأيد مصرية وعقول بريطانية». وكنا نود أن نواجه (كرومر) أو (جيب) أو (جولدتسيهر) (*) أو غيرهم، ولكن من دواعي الأسى والأسف أننا نحطم أنفسنا من الداخل بما تبناه البعض لدعوات هدامة، تسعى إلى تطوير مفهوم الدين باسم الحرية والتقدم والبعد عن الجمود، وهي الدعوات التي حمل لواءها أعداء الإسلام.
إن ما نقلناه عن المبشرين والمستشرقين تبناه بعض أعضاء المؤتمر، وتبناه غيرهم، وستظل المعركة حامية الوطيس طالما وجد على الأرض مستشرقون ومبشرون من الغرب والشرق. وعلى سبيل المثال منشورات جامعة برنستون الأمريكية المطبوعة في كتاب باسم " مستقبل الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة " نشر سنة 1963.
فمن مقالات هذا الكتاب يقول الدكتور صبحي المحمصاني المحامي اللبناني: