أدت إلى قيام الحرب بين معاوية والإمام علي، وأدت إلى موقف عائشة وطلحة والزبير، فقد قال مسروق بن الأجدع الهمذاني - وهو من الأئمة الأعلام المقتدى بهم -: «" يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتِهِمْ بِالخُرُوجِ عَلَى عُثْمَانَ "، قَالَتْ: " وَاللِه مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ سَوَادًا فِي بَيَاضٍ "». قَالَ الأَعْمَشُ: «فَكَانُوا يَرَوْنَهُ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا».
وفي جميع الأحوال فإن انتصارنا للحق الذي كان يمثله الإمام علي، لا يترتب عليه سب الصحابة وتقديمهم للناس على أنهم يقاتلون من أجل المادة، أو أنهم حرفوا أو خانوا فذلك قد حكم فيه القرآن الكريم.
ونرجو أن يعلم الأستاذ الشرقاوي ومن رضي بمثل هذا المنهج لأي سبب من الأسباب، أن الإسلام يحكم بأن نقف عند حدود قول الله تعالى عن الصحابة: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (?). فهل يجوز لأحد أن يتهمهم بالتبديل وعدم الصدق. كما قال تعالى عنهم: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]، وقال - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (?).
ولو كان الشرقاوي كاتبًا إسلاميًا ويخدم الإسلام في كتبه فليعلن توبته عن كتابه " محمد رسول الحرية "، فالرسول في هذا الكتاب ليس رسول الله بل رسول الحرية، كـ (ماركس) عند الشيوعيين، ففي هذا الكتاب يذكر أن الذي حرم الخمر ليس هو الله، للأسباب الواردة في القرآن لأنها رجس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وتجلب العداوة والبغضاء، بل حرمها رسول الحرية لأن صحابته المقاتلين معه في أُحُدْ كانوا يذهبون غلى بيوت العاهرات اليهوديات ويشربون الخمر، فأراد الرسول أن يوجه هذه الأموال لأسر الشهداء. فهل يرجع الأستاذ الشرقاوي عن هذا التحريف الذي يغلب على كتابه ومقالاته الإسلامية، ليكون كاتبًا إسلاميًا أم أنه يفترض جهل القراء وعدم إدراكهم ذلك، أم أن هناك أمورًا أخرى فوق مستوى الشعوب؟ (?).