إمكانية امتدادها في الخليج والجزيرة».
واستكمالاً لهذا التخطيط ننقل إلى كل عربي سلم من العمالة شمالاً وجنوبًا، وإلى المسؤولين خاصة، النداء الذي نشرته الصحيفة السابق ذكرها ونصه: «علينا الآن أن نأمل من شعب اليمن الديمقراطية أن يتمكن من إفشال الجهود العديدة المتضاعفة والهادفة إلى حرمانه من سيادته، وإلى قطع مسيرته الثورية نحو الاشتراكية». ثم يقول الناصح:
«وبما أن وجود وبقاء اليمن الجنوبي الثوري هما شرطان أساسيان لامتداد الحركة التحريرية في الخليج العربي، وفي بلدان البحر الأحمر، لذا من واجب الثوريين في العالم أجمع، أن يقوموا بجميع الخطوات اللازمة والفعالة الملموسة لمساعدة شعب اليمن الجنوبي، وإفشال جميع المحاولات التي تقوم بها الإمبريالية العالمية وعملاؤها».
إن هذا النداء قد غفل أصحابه عن أن السياسة الأمريكية الحالية في المنطقة العربية والإسلامية وما تطلق عليه اسم البلاد النامي تنفذ ما أوصى به (والتوروستو) الأستاذ بجامعة برتستون والمستشار بالبيت الأبيض، من ضرورة قيام حكومات عسكرية في هذه البلاد تتبنى الاشتراكية وتتحالف مع روسيا في الظاهر، لتحقيق هدفين:
الأول: تصفية الحركات الدينية وعلى الأخص الإسلامية.
الثانية: تحويل الشيوعيين من العمل السري إلى العمل العلني المرتبط بالولاء للنظام، وعن طريقهم يتم تصفية القوى الإسلامية والرأسمالية. وقد غفل هؤلاء عن الطريقة التي نفذها النظام المصري مع الحزب الشيوعي المصري (حدتو) (*)، حيث تم الاتفاق معه على أن يذوب في الاتحاد الاشتراكي، ويعمل من خلاله علانية، على أن يكون جمال عبد الناصر هو المكافح بدلاً من (لينين)، وتكون مصر هي الأم بدلاً من روسيا، وأشارت " الأهرام " إلى ذلك في صفحتها الأولى، واعتبرت أن هذه أول مرة في العالم يحل حزب شيوعي نفسه.
ولهذا لا يستغرب أن تقوم دول عربية معينة غير اشتراكية بالمحافظة على نظام الحكم في عدن، ولهذا سارعت هذه الدول بعمل مصالحة بين عدن وصنعاء بعد أن احتلت القبائل وقوات المجاهدين قعطبة (**) وبعض مدن اليمن الجنوبي، معلنة إسقاط هذا الحكم، فكان اتفاق الوحدة الذي سارعت مصر وليبيا في إخراجه، والتوفيق بين نظامي اليمن مع العداء السافر بين القذافي والسادات.