قَالَ الزُّهْرِيّ: فَلَمَّا قدم أَبُو سُفْيَان بن حَرْب الْمَدِينَة جَاءَ إِلَى رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكَلمهُ أَن يزِيد فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة، فَلم يقبل عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ فَقَامَ فَدخل على ابْنَته أم حَبِيبَة، فَلَمَّا ذهب ليجلس على فرَاش النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طوته دونه، فَقَالَ: يَا بنية أرغبت بِهَذَا الْفراش عني أم بِي عَنهُ، فَقَالَت: بل هُوَ فرَاش رَسُول اللَّهِ
، وَأَنت امْرُؤ نجس مُشْرك. فَقَالَ: يَا بنية لقد أَصَابَك بعدِي شَرّ.
قَالَت عَائِشَة [رَضِي اللَّهِ عَنْهَا] : دعتني أم حَبِيبَة عِنْد مَوتهَا فَقَالَت: قد كَانَ يكون بَيْننَا مَا بَين الضرائر، فغفر اللَّهِ لي وَلَك، فَقلت: غفر اللَّهِ لَك ذَلِك كُله وَتجَاوز، وحللك من ذَلِك، فَقَالَت: سررتيني، سرك اللَّهِ، وَأرْسلت إِلَى أم سَلمَة فَقَالَت لَهَا مثل ذَلِك.
وَتوفيت سنة أَربع وَأَرْبَعين فِي خلَافَة مُعَاوِيَة.
ذكر إِعْلَام رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النَّاس بِمَوْت النَّجَاشِيّ وَصلَاته عَلَيْهِ.