فِي ذكر من هَاجر من الصَّحَابَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة وعددهم كَانَ السَّبَب فِي هِجْرَة من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة أَن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما أظهر الْإِسْلَام نصب لَهُ الْمُشْركُونَ الْعَدَاوَة وبالغوا فِي أَذَاهُ وأذى الصَّحَابَة، فَمَنعه اللَّهِ تَعَالَى بِعَمِّهِ أبي طَالب، فَأمر أَصْحَابه بِالْخرُوجِ إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَقَالَ لَهُم. " إِن بهَا ملكا لَا يظلم النَّاس ببلاده فتحرزوا عِنْده حَتَّى يأتيكم اللَّهِ بفرج مِنْهُ ".
وَهَاجَر جمَاعَة، واستخفى جمَاعَة، ثمَّ بلغ أهل الْحَبَشَة أَن الْمُشْركين قد لانوا لرَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَرَجَعُوا إِلَى مَكَّة فَبَلغهُمْ أَنهم قد عَادوا لَهُ بِالشَّرِّ، فَرَجَعُوا إِلَى الْحَبَشَة وَلم يدْخل أحد [مِنْهُم] مَكَّة إِلَّا ابْن مَسْعُود فَإِنَّهُ دخل بجوار، وَخرج مَعَهم عدد كَبِير من الْمُسلمين.