(إِنِّي امْرُؤ لَيْسَ شَأْن الْبيض مرتفعا ... عِنْدِي وَلَو خلت الدُّنْيَا من السود)
قَالَ: وأنشدت لأبي الشيص فِي جَارِيَة كَانَت لَهُ سَوْدَاء وَكَانَ اسْمهَا تبر:
(لم تنصفي يَا سميَّة الذَّهَب ... تتْلف نَفسِي وَأَنت فِي لعب)
(يَا بنت عَم الْمسك الذكي ... وَمن لولاه لم يجتني وَلم يطب)
(ناسبك الْمسك فِي السوَاد ... وَفِي الرّيح فَأكْرم بِذَاكَ من نسب)
قَالَ: وأنشدني أَبُو مُحَمَّد العباسي لبَعْضهِم:
(أَقُول لمن عَابَ السوَاد سفاهة ... وللسود قوم عائبون وحسد)
(وعيب سَواد اللَّوْن إِن قيل حالك ... وَهَذَا سَواد الْمسك وَالْعود أسود)
(وَهَذَا سَواد الرُّكْن يشفى بلسمه ... ويهوى إِلَيْهِ بِالرُّكُوعِ وَيسْجد)
(وَلَوْلَا سَواد الْعين لم يكن طرفها ... صَحِيحا وذمت طرفها حِين ترقد)
(وَلَو علم الْمهْدي لونا يفوق ... لألوى بِهِ راياته حِين تعقد)
[153] قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان: وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن بن الْعَبَّاس بن أبي حَاتِم قَالَ قَالَ لي أبي: كَانَ عندنَا بِالْبَصْرَةِ رجل من المهالبة يعشق زنجية كَانَت لبَعض جيراننا، فَلم يزل يدس إِلَى مولاتها حَتَّى اشْتَرَاهَا، وَكَانَت قد شغلت قلبه عَن أَهله فَعَاتَبَهُ فِي أمرهَا جمَاعَة من أَهله وإخوانه فَلم يلْتَفت إِلَى قَوْلهم.