وَأَنا أَقُول: غير هَذَا. إِلَى أَن قَالَ: مَا بَقِي عِنْدِي أحد فَلَمَّا خرجنَا إِذا بالأسود قَائِم فِي حجرَة خربة فَقلت: بِعني هَذَا. فَقَالَ: هَذَا غُلَام مُشَوه لَا همة لَهُ إِلَّا الْبكاء. فَقلت: وَذَلِكَ أريده، فَدَعَاهُ وَقَالَ لي: خُذْهُ بِمَا شِئْت بعد أَن تبرئني من عيوبه. فاشتريته بِعشْرين دِينَارا، فَلَمَّا خرجنَا قَالَ: يَا مولَايَ، لم اشتريتني؟ قلت: لنخدمك نَحن. قَالَ: وَلم ذَاك؟ قلت: أَلَيْسَ أَنْت صاحبنا البارحة فِي الْمصلى؟ قَالَ: وَقد اطَّلَعت على ذَلِك؟ فَجعل يمشي حَتَّى دخل مَسْجِدا فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ قَالَ: إلهي وسيدي سر كَانَ بيني وَبَيْنك أظهرته للمخلوقين، أَقْسَمت عَلَيْك إِلَّا قبضت روحي السَّاعَة. فَإِذا هُوَ ميت، فبقبره نستسقي ونطلب الْحَوَائِج إِلَى يَوْمنَا هَذَا.
(عَابِد آخر أسود بَصرِي)
[132] أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور قَالَ أنبأ أَبُو الْحُسَيْن بن عبد الْجَبَّار قَالَ أنبأ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح قَالَ أنبأ مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ الدقاق قَالَ نَا الْحُسَيْن بن صَفْوَان قَالَ نَا أَبُو بكر الْقرشِي قَالَ حَدثنَا جدي أَبُو السكن الطَّائِي قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن هَارُون بن مُسلم. قَالَ: وحَدثني عبد الْوَاحِد