إِن أَمْسَكت الدَّرَاهِم أَن أفتتن بحبها، فودعه عمر، ثمَّ جهد بعد ذَلِك فِي طلبه وَسَأَلَ عَنهُ، فَلم يدر أَيْن سلك.
(عَابِد آخر مدنِي)
[127] أخبرنَا مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا جَعْفَر بن أَحْمد بن السراج قَالَ أنبأ أَبُو الْقَاسِم عبيد اللَّهِ بن عمر بن شاهين قَالَ نَا أبي قَالَ ثَنَا أَحْمد بن سعد بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ قَالَ نَا عبيد اللَّهِ بن عمر قَالَ نَا صَالح بن سُلَيْمَان عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: كَانَت لي سَارِيَة فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ جِئْت فتساندت إِلَى ساريتي فجَاء رجل أسود تعلوه صفرَة متزر بكساء وعَلى رقبته كسَاء أَصْغَر مِنْهُ، فَتقدم إِلَى السارية الَّتِي بَين يَدي. فَكنت خَلفه، فَقَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ جلس فَقَالَ: أَي رب خرج أهل حرم بَيْتك يستسقون فَلم تسقهم، فَأَنا أقسم عَلَيْك لما سقيتهم. قَالَ ابْن الْمُنْكَدر: فَمَا وضع يَده حَتَّى سَمِعت الرَّعْد، ثمَّ جَاءَت السَّمَاء بِشَيْء من الْمَطَر أهمني الرُّجُوع إِلَى أَهلِي، فَلَمَّا سمع الْمَطَر حمد اللَّهِ محامدا لم أسمع بِمِثْلِهَا قطّ. قَالَ: ثمَّ قَالَ: وَمن أَنا؟ وَمَا أَنا حَيْثُ اسْتُجِيبَ لي، وَلَكِن عذت بحَمْدك وعذت بطولك، ثمَّ قَامَ فتوشح بكسائه الَّذِي كَانَ متزرا بِهِ، وَألقى الكساء الآخر الَّذِي كَانَ على ظَهره فِي رجلَيْهِ، ثمَّ قَامَ فَلم يزل قَائِما يُصَلِّي حَتَّى إِذا أحس الصُّبْح سجد وأوتر، وَصلى رَكْعَتي الصُّبْح، ثمَّ أُقِيمَت صَلَاة الصُّبْح، فَدخل مَعَ النَّاس فِي الصَّلَاة وَدخلت مَعَه، فَلَمَّا سلم الإِمَام قَامَ فَخرج، وَخرجت خَلفه حَتَّى انْتهى إِلَى بَاب الْمَسْجِد، فَخرج يرفع ثَوْبه يَخُوض المَاء، فَخرجت خَلفه رَافعا ثوبي أخوض