مَا بلغ أحد إِلَى حَالَة شريفة إِلَّا بملازمة الْمُوَافقَة، ومعانقة الْأَدَب وَأَدَاء الْفَرَائِض، وصحبة الصَّالِحين، وخدمة الْفُقَرَاء الصَّالِحين
[120] أخبرنَا ابْن حبيب قَالَ أنبأ ابْن أبي صَادِق قَالَ أنبأ أَبُو عبد الله الشِّيرَازِيّ قَالَ: سَمِعت عبد الْوَاحِد بن بكر يَقُول: سَمِعت مُحَمَّد بن الْفضل يَقُول: خرجت من أنطاكية، وَدخلت تينات، وَدخلت على أبي الْخَيْر الأقطع على غَفلَة مِنْهُ بِغَيْر إِذن، فَإِذا هُوَ ينسج ربيلا بيدَيْهِ، فتعجبت، فَنظر إِلَيّ وَقَالَ: يَا عَدو نَفسه، مَا الَّذِي حملك على هَذَا؟ فَقلت: هيجان الوجد لما بِي من الشوق إِلَيْك، فَضَحِك، ثمَّ قَالَ لي: اقعد، لَا تعد فِي شَيْء من هَذَا بعد الْيَوْم، ثمَّ قَالَ: اسْتُرْ عَليّ فِي حَياتِي. فَفعلت.
قَالَ الشِّيرَازِيّ: وَسمعت إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السباك يَقُول: كُنَّا نطلع على أبي الْخَيْر التيناتي من الخوخة وَهُوَ يشق الخوص بِيَدِهِ فَإِذا خرج رَأَيْنَاهُ أقطع.
[121] أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم الْجريرِي قَالَ أنبأ أَبُو طَالب العشاري قَالَ ثَنَا مبادر بن عبد اللَّهِ الرقي قَالَ: سَمِعت أَبَا بكر الْمصْرِيّ يَقُول: سَمِعت فَقِيرا من أَصْحَابنَا يعرف بِالْأَنْصَارِيِّ يَقُول: دخلت على أبي الْخَيْر فناولني تفاحتين فجعلتها فِي جيبي، وَقلت: لَا أتناولهما وأتبرك بهما لموْضِع الشَّيْخ عِنْدِي، فَكَانَت تجْرِي