قَالَ: يَا أخي، بِعني هَذِه الْجَارِيَة، فَقَالَ: يَا سَيِّدي، لَيْسَ مثلي من بَاعَ جَارِيَة. قَالَ: فهبها لي. قَالَ: هِيَ مُدبرَة. قَالَ: فاحتال لَهُ مُحَمَّد حَتَّى أسكره، فَنَامَ جَعْفَر، وَأمر مُحَمَّد بِبَدَل فَحملت مَعَه فِي حراقته، فَانْصَرَفت بهَا، فَلَمَّا انتبه جَعْفَر سَأَلَ عَن بدل، فَأخْبر خَبَرهَا فَسكت، وَبعث إِلَيْهِ مُحَمَّد من الْغَد، فَجَاءَهُ وَبدل جالسة تغنيه، لم يقل شَيْئا، فَلَمَّا أَرَادَ جَعْفَر الِانْصِرَاف قَالَ مُحَمَّد: أوقروا حراقة ابْن عمي دَرَاهِم. قَالَ: فأوقرت، فَكَانَ مبلغ ذَلِك المَال عشْرين ألف ألف، وَبقيت بدل فِي دَار مُحَمَّد بن زبيدة إِلَى أَن حدث عَلَيْهِمَا حدث.

[102] قَالَ ابْن خلف: وحَدثني أَبُو عبد اللَّهِ التَّمِيمِي قَالَ: حَدثنِي أَبُو الوضاح الْبَاهِلِيّ عَن أبي مُحَمَّد الربذي قَالَ: قَالَ عبد اللَّهِ ابْن عمر بن عَتيق: خرجت أَنا وَيَعْقُوب بن حمدي بن كاسب قافلين من مَكَّة، فَلَمَّا كُنَّا بودان لَقينَا جَارِيَة من أهل ودان، فَقَالَ لَهَا يَعْقُوب: يَا جَارِيَة، مَا فعلت نعم؟ فَقَالَت: سل نَصِيبا. فَقَالَ: قَاتلك اللَّهِ، مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ قطّ أحد ذهنا وَلَا أحضر صَوَابا وَإِنَّمَا أَرَادَ يَعْقُوب قَول نصيب فِي نعم - وَكَانَ ينزل ودان:

(أيا صَاحب الخيمات من بطن أرثد ... إِلَى النّخل من ودان مَا فعلت نعم)

(أسائل عَنْهَا كل ركب لقيتهم ... وَمَالِي بهَا من بعد مكتنا علم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015