وأقروا لي أَنِّي أحسن أمدح؟ قلت: نعم، قَالَ: فترى لَا أحسن أَن أجعَل مَكَان عافاك اللَّهِ أخزاك اللَّهِ؟ قلت: بلَى، قَالَ: وَلَكِنِّي رَأَيْت النَّاس رجلَيْنِ: رجلا لم أسأله وَلَا يَنْبَغِي لي أَن أهجوه فأظلمه، ورجلا سَأَلته فَمَنَعَنِي، فَكَانَت نَفسِي أَحَق بالهجاء، إِذْ سَوَّلت لي أَن أطلب مِنْهُ.
[85] أَنبأَنَا أَبُو بكر بن أبي طَاهِر الْبَزَّاز قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق الْبَرْمَكِي قَالَ: أَنبأَنَا أَبُو عَمْرو بن حيوية قَالَ: أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ قَالَ: ثَنَا الزبير بن بكار قَالَ: حَدثنِي عمي حَدثنِي أَيُّوب بن عَبَايَة قَالَ: حَدثنِي رجل من بني نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ: لما أصَاب نصيب من المَال مَا أصَاب - وَكَانَت عِنْده أم محجن، وَكَانَت سَوْدَاء - تزوج امْرَأَة بَيْضَاء، فَغضِبت أم محجن وَغَارَتْ، فَقَالَ لَهَا: يَا أم محجن، وَالله مَا مثلي يغار عَلَيْهِ إِنِّي لشيخ كَبِير، وَمَا مثلك يغار، إِنَّك لعجوز كَبِيرَة، وَمَا أحد أكْرم عَليّ مِنْك وَلَا أوجب حَقًا، فحوزك هَذَا الْأَمر وَلَا تكذب بِهِ عَليّ، فرضيت وقرت، ثمَّ قَالَ لَهَا بعد ذَلِك: هَل لَك أَن أجمع إِلَيْك زَوْجَتي الجديدة، فَهُوَ أصلح لذات الْبَين وألم للشعث وَأبْعد للشماتة، فَقَالَت: افْعَل. فَأَعْطَاهَا دِينَارا وَقَالَ لَهَا: إِنِّي أكره أَن ترى بك خصَاصَة أَن تفضل عَلَيْك، فاعملي لَهَا إِذا أَصبَحت عنْدك غَدا نزلا بِهَذَا الدِّينَار، ثمَّ أَتَى زَوجته الجديدة فَقَالَ لَهَا: إِنِّي قد أردْت أَن أجمعك إِلَى أم محجن غَدا وَهِي مكرمتك، وأكره أَن تفضل عَلَيْك