[1808] عَن زيد بن اسْلَمْ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أعْطوا السَّائِل وَإِن جَاءَ على فرس قَالَ بن عبد الْبر لَيْسَ فِي هَذَا اللَّفْظ سَنَد يحْتَج بِهِ فِيمَا علمت وَقد أخرجه قَاسم بن أصبغ من طَرِيق سُفْيَان عَن مُصعب بن مُحَمَّد عَن يعلى بن أبي يحيى عَن فَاطِمَة ابْنة حُسَيْن عَن أَبِيهَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ على فرس قلت أخرجه من هَذَا الطَّرِيق أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ قَالَ عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام إِن للسَّائِل لَحقا وَإِن أَتَاك على فرس مطوق بِالْفِضَّةِ
[1812] فَلَنْ أدخره أَي لن أكتنزه وَمن يستعفف أَي يمسك عَن السُّؤَال يعفه الله أَي يصنه عَن ذَلِك وَمن يسْتَغْن أَي بِمَا عِنْده من الْيُسْر عَن المسئلة يغنه الله أَي يمده بالغنى من عِنْده وَمن يتصبر يصبره الله أَي من يقْصد الصَّبْر ويؤثره يعنه الله عَلَيْهِ ويوفقه لَهُ وَمَا أعطي أحد عَطاء هُوَ خير وأوسع من الصَّبْر قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنه أَمر يَدُوم لَهُ الْغنى بِهِ لِأَنَّهُ لَا يفنى وَمَعَ عَدمه لَا يَدُوم لَهُ الْغنى بِمَا يُعْطي وَإِن كثر لِأَنَّهُ يفنى وَرُبمَا يغنى ويمتد الأمل إِلَى أَكثر مِنْهُ مَعَ عدم الصَّبْر
[1813] الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنَّهَا أَكثر ثَوابًا قَالَ وسمى يَد الْمُعْطِي الْعليا لِأَنَّهُ أرفع دَرَجَة ومحلا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْيَد الْعليا هِيَ المنفقة والسفلى هِيَ السائلة قَالَ بن عبد الْبر هَذَا التَّفْسِير نَص من الشَّارِع يدْفع الِاخْتِلَاف فِي تَأْوِيله وَادّعى أَبُو الْعَبَّاس الداني فِي أَطْرَاف الْمُوَطَّأ أَنه مدرج فِي الحَدِيث قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَيُؤَيِّدهُ مَا أخرجه العسكري فِي الصَّحَابَة عَن بن عمر أَنه كتب إِلَى بشر بن مَرْوَان أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وَلَا أَحسب الْيَد السُّفْلى إِلَّا السائلة وَلَا الْعليا إِلَّا المعطية فَهَذَا يشْعر بِأَن التَّفْسِير من كَلَام بن عمر وَأخرج بن أبي شيبَة عَن بن عمر قَالَ كُنَّا نتحدث أَن الْعلي هِيَ المنفقة وَيُؤَيّد الرّفْع أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث يَد الْمُعْطِي الْعليا أخرجه النَّسَائِيّ وللطبراني وَغَيره يَد الله فَوق يَد الْمُعْطِي وَيَد الْمُعْطِي فَوق يَد الْمُعْطِي وَيَد الْمُعْطِي أَسْفَل الْأَيْدِي وَلأبي دَاوُد الْأَيْدِي ثَلَاثَة فيد الله الْعليا وَيَد الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا وَيَد السَّائِل السُّفْلى فَائِدَة قَوْله المنفقة هِيَ رِوَايَة الْأَكْثَر وَذكر أَبُو دَاوُد أَن مُسَددًا رَوَاهُ فَقَالَ المتعففة بِعَين وفاءين
[1814] عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرسل إِلَى عمر بن الْخطاب بعطاء الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر يتَّصل من وُجُوه عَن عمر مِنْهَا مَا أخرجه قَاسم بن أصبغ من طَرِيق هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَنهُ