[1606] فانظروا مَاذَا يتبعهُ من حسن الثَّنَاء قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد مَا يجرى على أَلْسِنَة النَّاس من ذكره فِي حَيَاته وَبعد مَوته وَالْمرَاد مَا يذكرهُ بِهِ أهل الدّين وَالْخَيْر دون أهل الضلال وَالْفِسْق لِأَنَّهُ قد يكون للْإنْسَان الْعَدو فيتبعه بِالذكر الْقَبِيح
[1607] عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ بَلغنِي أَن الْمَرْء ليدرك بِحسن خلقه دَرَجَة الْقَائِم بِاللَّيْلِ الظامئ بالهواجر قَالَ بن عبد الْبر هَذَا لَا يجوز أَن يكون رَأيا وَلَا يكون مثله إِلَّا توقيفا ثمَّ أسْندهُ من طَرِيق زُهَيْر عَن يحيى بن سعد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخرجه أَبُو دَاوُد من طَرِيق يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْمطلب عَن عَائِشَة مَرْفُوعا بِهِ قَالَ بن الْعَرَبِيّ الْخلق والخلق عبارتان عَن جملَة الْإِنْسَان فالخلق عبارَة عَن صفته الظَّاهِرَة والخلق عبارَة عَن صفته الْبَاطِنَة وَالْإِشَارَة بالخلق إِلَى الْإِيمَان وَالْكفْر وَالْعلم وَالْجهل واللين والشدة والمسامحة وَالِاسْتِقْصَاء والسخاء وَالْبخل وَمَا أشبه ذَلِك ولبابها فِي الْمَحْمُود والمذموم تَدور على عشْرين خصْلَة وَقَالَ الْبَاجِيّ المُرَاد بذلك أَنه يدْرك دَرَجَة المتنفل بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاة بصبره على الْأَذَى وكفه عَن أَذَى غَيره والمقارضة عَلَيْهِ مَعَ سَلامَة صَدره من الغل
[1608] عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يَقُول إِلَّا أخْبركُم بِخَير من كثير من الصَّلَاة وَالصَّدَََقَة الحَدِيث وَصله إِسْحَاق بن بشير الْكَاهِلِي عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَصله الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق حَفْص بن غياث وَابْن عُيَيْنَة كِلَاهُمَا عَن يحيى بن سعيد عَن سيعد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَصله الْبَزَّار من طَرِيق الْأَعْمَش عَن عمر بن مرّة عَن سَالم بن أبي الْحَمد عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إصْلَاح ذَات الْبَين قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد صَلَاح الْحَال الَّتِي بَين النَّاس وَأَنَّهَا خير من نوافل الصَّلَاة وَمَا ذكر مَعهَا فانما هِيَ الحالقة زَاد الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أما إِنِّي لَا أَقُول حالقة الشّعْر وَلكنهَا حالقة الدّين قَالَ الْبَاجِيّ أَي إِنَّهَا لَا تبقي شَيْئا من الْحَسَنَات حَتَّى لَا تذْهب بهَا كَمَا يذهب الْحلق بالشعر من الرَّأْس ويتركه عَارِيا
[1609] مَالك أَنه قد بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعثت لأتمم حسن الْأَخْلَاق وَصله قَاسم بن أَسْبغ وَالْحَاكِم من طَرِيق عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن بن عجلَان عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بن عبد الْبر وَهُوَ بِحَدِيث مدنِي صَحِيح قَالَ وَيدخل فِيهِ الصّلاح وَالْخَيْر كُله وَالدّين وَالْفضل والمروءة وَالْإِحْسَان وَالْعدْل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ الْبَاجِيّ كَانَت الْعَرَب أحسن النَّاس أَخْلَاقًا بِمَا بَقِي عِنْدهم من شَرِيعَة إِبْرَاهِيم وَكَانُوا ضلوا بالْكفْر عَن كثير مِنْهَا فَبعث صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليتمم محَاسِن الْأَخْلَاق بِبَيَان مَا ضلوا عَنهُ وَبِمَا خص بِهِ فِي شَرِيعَته