موقف الاندهاش صلى الله عليه وسلمstonishment من مدى قدرة الأب على التأثير في الأسرة ومن فيها، وفيما تعانيه من ابتئاس وما تشعر به من ابتهاج، فهو مفتاح عوالم أسرته.
ومن هنا تتولد حالة نفسية للطفل نحو الأب نسميها عاطفة الإعجاب. تلك العاطفة التي تبدو في موقف ثابت نسبيا ومستمر للطفل تجاه الأب، تتسرب في أعماق الطفل، وبذلك يتسرب عالم الأبوة بما فيه من قيم داخل الطفل، ويكون العامل الأساسي في تكوين الطفل من الزاوية الاجتماعية وفي تنشئته.
إن دراسة علاقة الطفل بالأب من منظور إعجابي، يخالف الرؤية الفرويدية التي تركز في هذه العلاقة على الكراهية والعداء.
حقا إن في تحليل عقدة أوديب لدى فرويد ما بين اختلاط هذه الكراهية بعنصر الإعجاب. ولكن محور النشاط النفسي في نظريته يظل حول الكراهية والعداء. وتفاصيل عقدة أوديب تعطي الأب إمكانية تجعله قادرا على أن يتجنب هذا النوع من العلاقة، أو ألا تجعل علاقته مصطبغة بهذه الصبغة وحدها، أي أن الموقف التربوي من قبل الأب في علاقته بابنه هو القادر على الحيلولة دون تعقد الموقف بعناصر الكراهية والعداء.
ولكن ذلك لا يمنع مطلقا أن يكون إعجاب الطفل ممزوجا بعواطف أخرى ملائمة ومنافية. على أن تعرض الطفل للإحباطات وضروب من المنع والردع من قبل الأب "النموذج" ظاهرة طبيعية في مراحل نموه، وهي الكفيلة بتقوية الجانب الإرادي في الطفل. ولكنها من دون شك تثمر حزازت ومشاحنات في نفس الطفل تجاه أبيه، وتكون بالتالي ذلك التناقص الذي لا يخلو من عاطفة من العواطف، وهو احتواؤها على عناصر وجدانية واتجاهات متناقضة. وعلى ذلك ليس من المغامرة في شيء أن نذهب إلى أن عناصر كراهية وغيره تجاه الأب تتولد في نفس الطفل مصاحبة للإعجاب به.
فإذا كانت الدهشة باعث الإعجاب بالأب كنموذج، فإن الرهبة والخوف حتى في أقل مستوياتهما من سلطة هذا النموذج وقوته المادية والمعنوية ومكانته، وعلو صوته ورأيه وقدرته على التوجيه والتأثير في حياة الأسرة، هذه الرهبة وهذا الخوف كفيلان بأن يولدا في الطفل مشاعر كراهية وغيره من الأب. وإن من