ك- التصورات عن الأطفال:

ويشبه ذلك بعملة ذات وجهين: أحدهما ما يحمله الطفل من تصورات عن نفسه، والوجه الآخر ما يحمله الكبار من تصورات عن الطفل.

وليس هناك خلاف حول التصورات التي يحملها الطفل عن نفسه في أنها انعكاس لما يحمله الكبار من تصورات عنه.

وبقدر ما تنظر البيئة المحيطة بالطفل إليه على أنه وديع، أو شرير وطبيعته شريرة، وتحتاج إلى القمع، تتكون فكرة الأطفال عن ذواتهم ويميلون إلى الثقة بالنفس أو الشعور بالنقص.

وتحت هذا النطاق نجد بعض المجتمعات ما زالت تنظر إلى الذكور على أنهم أفضل من الإناث، وينعكس ذلك على الذكر والأنثى على حد سواء، فالتصورات التي يحملها الطفل عن نفسه والتي تتسرب إليه من خلال ما تثقفه به بيئته، تؤثر على الدور الذي سيتقمصه الطفل ودرجة قبوله لهذا الدور.

وهناك من الأطفال من يكون لهم خصائص لها أهميتها عند تنشئتهم مثل الطفل البكر والطفل الأكبر والطفل الأخير والطفل الوحيد.

ويجب أن يأخذ في الاعتبار أن التشابه في مستوى الحضارة لا يعني بالضرورة تشابها في التصورات المتعلقة بالأطفال.

لقد أظهرت بحوث Mead عن عشائر الأرابش بغينيا الجديدة، وهم سكان الجبال أنهم يختلفون في تصوراتهم عن الطفولة مقارنة بجيرانهم المندوكومور سكان الوادي. ففي الوقت الذي يبدو فيه سكان الجبال أكثر تعلقا بأطفالهم وأشد عطفا عليهم، نجد سكان الوادي لديهم لا مبالاة في معاملة الأطفال. وهذا ما أظهر أطفال أرابشيين واثقين من أنفسهم مقابل أطفال مندوكوموريين يحفهم القلق والاضطراب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015