الأكثرية تكون لأسباب بيئية، كرؤيته لأغراب في ميعاد نومه أو لأنه يفضل أنواعا معينة من الطعام. وفي السادسة من العمر نجد أن 18% فقط من الأطفال يبكون أكثر من مرتين أو ثلاث كل أسبوع.
وبينما يتناقص البكاء فإن نوبات الغضب تبدأ في الظهور حتى قبل أن يبلغ ثمانية أشهر من العمر. رغم أنه في هذه السن قد يكون البكاء مناسبا وذا قيمة، فهو يحدث عندما يكون الطفل قد ناله أذى، مثلما يكون خائفا أو في حاجة إلى شيء، أما نوبات الانفعال فتبدأ كعامل جذب أعلى من البكاء، فقد يشنج الطفل جسمه ويحبس أنفاسه أو يضرب رجليه في الأرض ويتطور الانفعال فيقوم بإلقاء الأشياء والضرب أو الوقوع على الأرض.
ونوبات الغضب بالتحديد هي محاولة الطفل لأن يجد وسيلة أو مخرجا، ويقوم بها كل الأطفال، ورغم هذا فإنه قد يأخذ أشكالا متعددة مع أطفال مختلفين، وهو طبيعي جدا وشائع. ومع كل فإننا في العام الأول نقفز مع أقل صرخة بل وقد نقفز لمجرد تخيلنا سماع صرخة من الطفل.
فالطفل في أول عمره يتعامل معاملة خاصة من الآباء. فهم في خدمته باستمرار. والأم تقدم الإفطار له في السرير، وقبل حتى أن يطلبه يكون قد توافر، والطفل يتعود على هذه المعاملة الحسنة، وإذا وضعت نفسك مكانه فماذا ستفعل لو تعودت أن تقوم الخادمة بكل شيء لراحتك ثم فجأة تدق لها الجرس ولا تحضر لتلبي رغباتك، فإنك سوف تصرخ في وجهها. هكذا الطفل يعتبر أنك العبد وهو السيد، وفي وقت ما لا بد للطفل أن يتعلم أن هذه العبودية ستتلاشى وأنه لا يمكن أن ينال كل ما يريد.