لا يوجد شيء سليم أو غير سليم بخصوص توجيه الطفل وإرشاده وتعليمه القراءة في هذه السن الصغيرة، إن هذا يتوقف على رغبة الطفل واستعداده فلا يجب أن نمنع الطفل من تعليم القراءة أو السباحة إذا امتنع مرة عن قبولها فيجب البحث عن طريقة أكثر تشويقا لذلك.
تقول إحدى الأمهات: لقد اعتقدت أن من المهم لطفلي أن يتعلم القراءة في فترة ما قبل المدرسة لسببين: الأول: أني ظننت أنه قد يستمتع بها عندما يصل إلى الدرجة التي يستخدمها كقراءة الكتب المحببة إليه، ثانيا: إن ذلك قد يعطيه الانطلاقة الأولى في المدرسة فيكون مستعدا بدرجة أكبر للتعليم عن أقرانه.
ومع ذلك فأنا أعلم أنني لو ألقيت إليه بمجموعة من الحروف ودربته عليها فسيصيبه ذلك بالملل، وبدلا من هذا فأنا أعلمه ذلك من خلال القصص وعندما أكون في الحديقة أو أثناء اللعب سأفعل ذلك قليلا هنا وقليلا هناك، وأتوقف عندما يفقد الرغبة في ذلك، ودائما ما أستمد الأشياء الطبيعية الممتعة ليتعلم بها أثناء القراءة، ويجب أن أتوقف أثناء القراءة وأسأله عن هذا الحرف وكيفية نطقه "هذا شيء عظيم برافو" هكذا نقول له إذا أجاب جيدا، أو أنها هـ" إذا لم يعرف ثم أستمر في القراءة وأتوقف ثانية عند نفس الحرف أو حرف آخر وعندما يحرز تقدما فسوف يتعرف على الحروف في الشوارع والحدائق وفي التلفزيون وبعد محاولة ربط الحروف بالكلمات المعروفة "ماما، باب، لعبة ... إلخ" سنجده يتمتع بمعرفتها وسيسأل إذا لم يعرف حرفا يريد أن يعرفه، والشيء المهم هو ألا تتعجل أو تندفع لطلب شيء يفعله إلا إذا كان مستمتعا بذلك أو نتوقف إذا فقد الرغبة.
إن هذه هي الانطلاقة الأولى لأنها توسع مدارك الطفل وتثري حياته، فليس من مصلحة الطفل إرغامه لأنه سوف يكره القراءة ويزيد ذلك سلوكه الاعتراضي للهروب منها.