وإذا كانت هناك أساليب للمعاملة الوالديه تمارس مع الأبناء، قد حاولت الدراسات استكشافها، فإن التباين شبه الظاهر يوحي بوجود أنماط وأساليب لا تمارس على وتيرة واحدة خلال مراحل نمو الأطفال، ولا يمكن القول باستقلاليتها، وغالبا تختلف مستوياتها باختلاف المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للأسر.
فإذا ارتضينا التقبل أو دفء المعاملة أسلوبا في ضوء ما سبق، ننتظر تأثير هذا الأسلوب على انتماء الطفل للجماعات والاندماج مع الآخرين ومن ثم استدخاله للقيم والمعايير كما أن جحود الوالدين أو أحدهما مع الطفل يفقده لجزء من الأمن ويتعلم الأنانية بالإضافة إلى افتقاد جزء من القدرة على التوافق العام.
ويكتسب أسلوب دفء المعاملة أهميته والرفض أو الجحود من قبل الوالدين خطورته كما يشير park, Hetherington في أن الطفل يحاول تجنب التفاعل مع والديه الجحودين كلما تمكن مما يقلل من دور والديه في تنشئته، بالإضافة إلى توهج الغضب والعدوان الذي لا يستطيع الطفل توجيهه إلى والديه فيزيحه إلى الآخرين.
ويعد الضبط الوالدي الذي يقابل الاستقلال من أساليب المعاملة التي كشف عنها كل من Scheefer , رضي الله عنهecker وفيه يمارس الأب أو الأم سلوكيات تغير السلوك النامي للطفل وتكف عن ميوله، ويصل الضبط إلى الصرامة حينما يضع الوالدان قواعد ويطلبان من الطفل الالتزام بها، وإذا لم يؤكدا على الالتزام بها يقال إن الضبط لين. ويختلف ذلك عن الحماية الزائدة التي تعتني بالطفل في جميع أوقاته لتقدم كل ما يرغب لتهدئته.
وترى رضي الله عنهaumrind أن الوالدين يحاولان تشكيل أطفالهما، فيكبحان إرادة الطفل ويبخلان بتشجيع الطفل على ممارسة جزء من حريته تحت رعايتهما، وفي ذلك يكون الوالدان على مسار التسلط الوالدي Firm عز وجلiscipline. ويستخدم بعض الآباء أشكالا مختلفة من العقاب تتباين بين الكره الحقيقي إلى ممارسة الضرب أو النقد والتوبيخ وأحيانا سحب الامتيازات.