وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم". فالتنشئة إذا كان محورها الأدب فهي خير ميراث، وحسن الخلق هو خير قرين.

والكتاب الذي بين أيدينا يعالج موضوع تنشئة الطفل، ودور الوالدين في رعايته، وأساليب معاملته وتمكينه من التغلب على بعض المشكلات التي تعترض مسار تلك التنشئة.

ويشتمل الكتاب على ثمانية فصول، جاء الفصل الأول حول مفهوم التنشئة الاجتماعية وتاريخها ونظرياتها ومراحلها وأهدافها وشروطها ... واشتمل الفضل الثاني على دور الثقافة في تنشئة الأطفال ونظم تشكيل الأطفال تبعا للثقافة. أما الفصل الثالث فقد استعرض أهم وكالات التنشئة الاجتماعية، واشتمل الفصل الرابع على نماذج لتنشئة الطفل من بيئات مختلفة في العالم. وفي الفصل الخامس اقترح نموذج للوالدية في ضوء أفكار رضي الله عنهelsky وبعض الدراسات السابقة العربية والأجنبية. ودارت الفصول الثلاثة الأخيرة حول تفاعل الوالدين والأبناء، ودور الوالدين في تنشئة الأطفال على المبادئ ومواجهة مشكلات أطفالهم، وهي ترجمة بتصرف للفصول الثاني والثالث والسابع من مؤلف Rincover. وتعد كتابات عز وجلenham و صلى الله عليه وسلمlkin و Maccoby و Shaffer وغيرهم من الباحثين العرب والأجانب من أهم ما اعتمد عليه الكتاب الحالي.

ونأمل أن يجد القارئ الكريم فيما نكتب أفكارا مستساغة ميسرة، ونسأل الله أن يوفقنا إلى تقديم المزيد حول الأطفال وسيكلوجيتهم.

ونتمنى أن يخرج هذا العمل العلمي مواكبا المعرفة العلمية المعاصرة في مجال التنشئة، ونشارك به مع من يسعون إلى تقوية حركة دراسات الطفولة، مما يحقق مزيدا من النهضة والتجديد في تربية النشء العربي في عالمنا المعاصر.

والله نسأل حسن القصد

القاهرة، مصر الجديدة

السبت 26 أغسطس 1995 المؤلفان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015