وزوجه، ثم انتقلت الآية للحديث عن ذريته وما وقعوا فيه من الشرك بالأصنام، وهذا التفسير مشهور عند العلماء، نقله المفسرون ومنهم ابن عجيبة بقوله: " {فلما آتاهما} ولداً {صَالِحاً} كما سألا، جعل أولادُهما {لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا}، فسموا عبد العزى وعبد مناف وعبد الدار. فالآية إخبار بالغيب في أحوال بني آدم ممن كفر منهم وأشرك، ولا يصح في آدم وحواء هذا الشرك؛ لعصمة الأنبياء، وهذا هو الصحيح. وقد يُعاتبُ المِلكُ الأب على ما فعل أولادهُ، كما إذا خرجوا عن طاعته فيقول له: أولادك فعلوا وفعلوا، على عادة الملوك" (?).

وهذا المعنى للآية منقول عن جملة من التابعين، منهم عكرمة القائل: "لم يخص بها آدم، ولكن جعلها عامة لجميع الناس بعد آدم" (?)، ومنهم الحسن البصري الذي يقول: "كان هذا في بعض أهل الملل وليس بآدم"، وكان يقول: "هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولاداً فهوّدوا ونصروا" (?).

ويرى المفسرون ومنهم البغوي في تفسيره أن في الآية محذوفاً في قوله: {جعلا له}: "راجع إلى جميع المشركين من ذريَّةِ آدم .. أي: جعل أولادهما له شركاء، فحذف الأولاد وأقامهما مقامهم؛ كما أضاف فعل الآباء إلى الأبْنَاءِ في تعييرهم بفعل الآباء فقال: {ثُمَّ اتخذتم العجل} (البقرة: 51)، {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً} (البقرة: 72)، خاطب به اليهُود الذين كانوا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ذلك الفعل من آبائهم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015