أي: بل أشد ذكراً.

لذا لما سأل عبد الله بن سلام النبي - صلى الله عليه وسلم -: على كم تفرقت بنو إسرائيل؟ أجابه - صلى الله عليه وسلم -: «على واحدة أو اثنتين وسبعين فرقة، وأمتي أيضاً ستفترق مثلهم، أو يزيدون واحدة، كلها في النار إلا واحدة» (?).

وقوله: «على واحدة أو اثنتين وسبعين فرقة»، ليس للشك، بل المعنى: واحدة وسبعون لليهود، واثنتان وسبعون للنصارى، كما يفسره - صلى الله عليه وسلم - في حديث عوف بن مالك عنه: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة .. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة».

وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وأمتي أيضاً ستفترق مثلهم، أو يزيدون واحدة»، معناه: بل يزيدون واحدة، كما في قوله في حديث عوف السالف: «والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» (?).

ومال إلى هذا التوجيه ابن كثير بقوله في شرحه لآية سورة يونس: "أي: ليسوا أقل منها، بل هم مائة ألف حقيقة، أو يزيدون عليها. فهذا تحقيق للمخبر به، لا شك ولا تردد، فإن هذا ممتنع هاهنا" (?).

وهكذا فإن القرآن ينص على أن عدد قوم يونس عليه السلام قد جاوز المائة ألف، فاستبان الأمر وبطلت الشبهة {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} (الفرقان: 33).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015