فَقَامَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَصَفَّ الْمَلائِكَةَ صُفُوفًا ثُمَّ خَطَبَ عَلَيْهِمْ جِبْرِيلُ فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُم يَوْمَئِذٍ شَيْئًا أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ عَلَى صَاحِبَيْهِ أَوْ أَحْسَنَ فَخَرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَت أم سَلمَة: لقد كَانَت فَاطِمَة تفتخر على النِّسَاء حِين كَانَ أول من خطب عَلَيْهَا جِبْرِيل (نع) من طَرِيق عبيد الله بن مُوسَى وَعنهُ خَالِد بن عَمْرو بن السلَفِي وآفته أَحدهمَا (تعقب) بِأَن أَبَا نعيم قَالَ: غَرِيب من حَدِيث الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش رُوَاته أَعْلَام ثِقَات، وَالنَّظَر فِي حَال خَالِد بن عَمْرو، وخَالِد قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ: رُبمَا أَخطَأ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ فِي مَوضِع آخر غَيره أثبت مِنْهُ، وَقَالَ ابْن عدي: لَهُ مَنَاكِير، وَقَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخه بعد إِخْرَاج الحَدِيث: غَرِيب جدا تفرد بِهِ خَالِد بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقد تَابعه بعض النَّاس فَرَوَاهُ عَن عبيد الله كَذَلِك انْتهى (قلت) وَعبيد الله بن مُوسَى هُوَ ابْن باذام الْعَبْسِي الْكُوفِي ثِقَة روى لَهُ السِّتَّة، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُغنِي كرهه بَعضهم لفرط تشيعه وَالله أعلم.

(31) [حَدِيثٌ] " إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذُرَّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ " (عد) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ طَرِيق عمر بن غياث، وَعنهُ مُعَاوِيَة بن هِشَام، وَعمر قد ضعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ. كَانَ من شُيُوخ الشِّيعَة، وَقَالَ ابْن حبَان: عمر روى عَن عَاصِم مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَلَعَلَّه سَمعه فِي اخْتِلَاط عَاصِم (تعقب) بِأَن الْحَاكِم أخرجه فِي الْمُسْتَدْرك من هَذَا الطَّرِيق وَقَالَ: صَحِيح، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: بل ضَعِيف تفرد بِهِ مُعَاوِيَة وَفِيه ضعف عَن ابْن غياث وَهُوَ واه بِمرَّة انْتهى، وَقد تَابع ابْن غياث تليد بن سُلَيْمَان أخرجه ابْن شاهين وَابْن عَسَاكِر، وَتَلِيدُ أخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ لكنه رَافِضِي ضَعِيف، وَتَابعه عبد الْملك بن الْوَلِيد بن معدان وَسَلام بن سُلَيْمَان الْقَارِي، لكنهما جعلاه من حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان، أخرجه الْخَطِيب فِي المهروانيات، وَقَالَ: رِوَايَة عمر ابْن غياث أشبه بِالصَّوَابِ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس، قَالَ رَسُول الله لفاطمة إِن الله غير معذبك وَلَا ولدك أخرجه الطَّبَرَانِيّ، قلت قَالَ الهيثمي فِي الْمجمع: رِجَاله ثِقَات انْتهى وَمِمَّا يدل على أَن الحَدِيث لَيْسَ مَوْضُوعا جزما عِنْد ابْن الْجَوْزِيّ أَنه قَالَ: إِن ثَبت الحَدِيث فَهُوَ مَحْمُول على ذريتها الَّذين هم أَوْلَادهَا خَاصَّة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015