عليه ما على المفتري" إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثم قال عبد الله: "حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حصين عن ابن أبي ليلى قال: "تدارؤوا في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما" فقال رجل من عطارد: "عمر أفضل من أبي بكر" فقال الجارود: "بل أبو بكر أفضل منه" فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال: "فجعل ضربا بالدرة حتى شغر ثم أقبل إلى الجارود فقال: "إليك عني" ثم قال عمر رضي الله عنه: "أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا" ثم قال عمر: "من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري" إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قوله حتى شغر معناه اتسع في الضرب وأكثر منه.
وقد اختلف في سماع عبد الرحمن بن أبي ليلى من عمر رضي الله عنه فقال يحي بن معين وأبو حاتم والنسائي: "إنه لم يسمع منه". وقال مسلم في مقدمة صحيحه: "إنه قد حفظ عن عمر" قال ابن كثير: "وهو الصواب إن شاء الله"..
قلت وفي مسند الإمام أحمد ما يدل على سماعه من عمر رضي الله عنه ففيه بإسناد حسن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "كنت مع عمر رضي الله عنه فأتاه رجل فقال: "إني رأيت الهلال.." الحديث.. وفيه أيضا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه قال: "صلاة المسافر ركعتان" الحديث وفي آخره وقال يزيد - يعني ابن هارون - ابن أبي ليلى قال سمعت عمر. وقد روى البخاري في التاريخ الصغير عن ابن أبي ليلى قال: "ولدت لست سنين بقين من خلافة عمر.." وكذا ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه أنه ولد لست بقين من خلافة عمر رضي الله عنه. ومثل هذا السن يعقل فيه الذكي كثيرا مما يراه ويسمعه. بل بعض الأذكياء يحفظ كثيرا من الأشياء لأقل من هذا السن. وعلى هذا فظاهر حديثي ابن أبي ليلى عن عمر رضي الله عنه الاتصال. ولم يصنع شيئا من نفي سماعه منه من أجل صغره والله أعلم.
وروى عبد الله بن الإمام أحمد أيضا في كتاب السنة عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري".
وروى عبد الله أيضا في كتاب السنة عن علي رضي الله عنه أنه قال على المنبر: "ألا إنه بلغني أن قوما يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه ولكن أكره العقوبة قبل التقدم من قال شيئا من ذلك فهو مفتر، عليه ما على المفتري".