فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال: والله هذا إِلا نفاسة علينا، فوالله لقد نلت صهر رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فما نفسناه عليك، فقال: أنا أبو حسن أي قرم، فأرسلوهما فانظروا ثم اضطجع؛ قال: فلما صلى رسول الله صَلي الله عَليه وسلم الظهر، سبقناه إِلي الغرفة، فقمنا عندها حتى جاء؛ فأخ بأيدينا ثم قال: " أخرجا ما تصرران؛ ثم دخل ودخلنا عليه، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش؛ قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله، أنت أبر الناس وأوصل الناس، وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا علي هذه الصدقات فنؤدي إِليك ما يؤدي العمال، ونصيب ما يصيبون؛ قال: فسكت طويلاً حتى أردنا أن نكلمه، حتى جعلت زينب تلمع إِلينا من وراء الحجاب: ألا تكلماه؛ ثم قال: " إِن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إِنما هي أوساخ الناس، ادعوا لي محمية " _ وكان علي الخمس، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب "، فجاءاه فقال
لمحمية: " أنكح هذا الغلام ابنتك " للفضل بن عباس فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث: " أنكح هذا الغلام " –لي فأنكحني؛ ثم قال لمحمية: " اصدق عنهما الخمس كذا وكذا ". قال شهاب: ولم يسمه لي.
أخرجه ابنُ عبد البر في " التمهيد " [24/359_360] قال: قرأتُ علي عبد الوارث بن سفيان، أنَّ قاسم بن أصبغ حدَّثهم، قال: حدثنا أبو عبيدة ابنُ أحمد، قال: حدثنا محمدُ بنُ عليّ بن داود، قال: حدثنا سعيدُ بنُ داودَ بهذا. قال ابنُ عبد البر: " يرويه مالكٌ مسندأً، رواه عنه: سعيدُ بنُ أبي زند، وجويريةُ بنُ أسماء. "