وأعرق، وحالُهُ معروفةٌ.
ثم بعد كتابة نسبه يكتب هذا البيت:
خلق الله للمعالى أناسًا وأناسًا لقصعةٍ وثريد
وقصدُهُ معروف أيضا، وهو أنه من أصحاب المعالى، وأن الشيخ لا همَّ له إلا الأكل! وهذا كذبٌ وزورٌ، ولو أردنا أن نعدد رجالَ المعالى لكان الشيخ الالبانى فى طليعتهم، وهو معروفٌ بجده واجتهاده فى طلب العلم، وأذكر هنا مثالا واحدا شافهنى به الشيخٌ حفظه الله، وَزَبَرهُ فى مقدمته لـ "المنتخب من مخطوطات الحديث " يدلَّك على علو كعبه وهمته العالية. يقول الشيخ حفظه الله:
((ولم يكن ليخطر فى بالى، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصى، وليس عندى متسع من الوقت ليساعدنى عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ن فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصرى، منذ أكثر من اثنى عشر عاما، فنصحنى الطبيب الختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل فى المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر. فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسى تراودنى، وتزين لى أن أعمل شيئا فى هذه لعطلة المملة، عملا لا ينافى بزعمى نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة فى المكتبة، اسمها " ذم الملاهى " للحافظ ابن أبى الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لى؟ وحتى يتم نسخها، ويأتى وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكانى يومئذ مقابلتها، وهى لا تستدعى جهدا ينافى الوضع الصحى الذى أنا فيه،