وكذلك رواه البزار فى "مسنده " من حديث سفيان بن حسين عن ابن سيرين سماه ذا الشمالين فى موضعين.

قُلْتُ: هذه الروايات وهم - والله أعلم – لكثرة الرواة الحفاظ الذين رووا هذا الحديث من طرق متعددة وكلهم يقول فيه: " ذو اليدين "، وكأن معمرا اشتبه عليه رواية أيوب برواية الزهري لأنه روي الحديث عنهما جميعا، وفى حديث الزهري " ذو الشمالين " كما تقدم فحمل معمر عليها رواية أيوب، وخصوصا رواية سفيان بن حسين فإنه كثير الغلط والوهم لا يعتد بخلافه.

ومما يدل على ذلك أن فى كل واحدة من هاتين الروايتين أعنى حديث معمر عن أيوب وحديث عمران ابن أبى أنس عن أبى سلمة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أصدق ذو اليدين؟ " فعادا إلى الصواب فى تسميته فى الحديث نفسه، والله سبحانه أعلم

الطريق الثانى:

الجمع بين هذه الروايات كلها يجعلها واقعتين:

إحديهما: قبل بدر، والمتكلم فيها ذو الشمالين ولم يشهدها أبو هريرة بل أرسل روايتها.

والثانية: كان حاضرا فيها والمتكلم يومئذ ذو اليدين، وهذه الطريق حكاها القاضى عياض رحمه الله فى " الإكمال "، واختارها لما فيها من الجمع بين الروايات كلها ونفى الغلط والوهم عن مثل الزهري، وفيها نظر من جهة ما تقدم فة رواية يونس عن ابن شهاب: صلي بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال فيها: " فقال ذو الشمالين "، فإنه لا يمكن الجمع بين هاتين اللفظتين كما تقدم من قتل ذى الشمالين ببدر وإسلام أبى هريرة بعد ذلك بسنين كثيرة، اللهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015