* إن هاذا الكتاب الذي أعده الشريف الحسيب السيد أحمد بن يوسف ابن محمد الأهدل قد حوى الكثير من الجواهر الثمينة المكنونة من فضائل: لا اله إلا الله، التي هي أصل المعارف الدينية، ومحل العوارف اليقينية، لأن شرف العلوم على قدر شرف المعلوم، وشرف العالم على قدر شرف علمه. ولا شيء أشرف من الحق وطلبه. ولا شيء أشرف في الدنيا من معرفة الله وقربه. ولا شيء أشرف في الجنة من النظر إلى وجهه.
* ومعرفة الله هي الغاية القصوى. واللباب الأصفى. وإن بداية السالك طلب المعرفة. ونهاية غايته توحيد الذات والصفة. لأن معرفة الله غاية الغايات. وتوحيده أجل وأكمل النهايات.
* فلا اله إلا الله. هي أعلى شعب الإيمان، وعلى النطق بها بني الإسلام، وعلى قواعدها والعمل بمقتضاها بني الإيمان، وعلى فهم عقائدها والجمع بينهما بني الإحسان، ومن شهود شرفها يترقى إلى مبادي الإيقان، فقولها إسلام، وعملها إيمان، وفهمها إحسان، وتحققها إيقان.
* فالتوحيد هو العلم. والعمل أصل الإيمان. والإيمان هو التصديق. وكل تصديق بالقلب فهو علم. فإذا ثبت سمي توحيدا. فإذا رسخ سمي معرفة. فطوبى لمن انتشق عبيره. وذاق طعمه ولذيذ حلاوته.
فجزى الله المؤلف خير الجزاء حيث استخرج كنوزها، وأضاء مصابيحها، وجلَّى أسرارها، وكشف أستارها، ففاح عبيرها وانتشر، وسنا نورها ظهر وبهر. نسأل الله لنا وله والمؤمنين بها: (جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ). [القمر:54،55].