والقلب المؤمن المسلم هو الذي تتمثل فيه هذه القاعدة بشطريها، فهي باب الدخول في الإسلام، وسُلم الرقاية للإيمان، ومعراج القلوب والأرواح إلى رب الأكوان، الرحيم الرحمان، لأن كل ما بعدها من مقومات الإيمان، وأركان الإسلام، إنما هو مقتضى لها، فالإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج، ثم الحدود والتعازير والحل والحرمة والمعاملات والتشريعات والتوجيهات الإسلامية .. إنما تقوم كلها على قاعدة العبودية لله وحده، كما أن المرجع فيها كلها هو مابلغه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه.
فهاتان الشهادتان هما كنز المؤمن ورأس ماله ومرجع سعادته في الدنيا والآخرة.
هاذا وقد تتبعت فضائل: «لا اله إلا الله» فوجدتها من أحسن ما يجمع لي ولإخواني المسلمين.
فجمعتها في رسالة صغيرة الحجم كبيرة النفع بأذن الله تعالى، ومقصودي من ذلك، تعليماً للجاهل، وتنبيهاً للغافل، وتذكيراً للعاقل، وأسميتها: «تنبيه المؤمن الآوَّاه بفضائل لا اله إلا الله».
وقد رتبت هذه الرسالة على النحو الآتي:
أولاً: ذكرت بأن التوحيد أعظم نعمة.
ثانياً: ذكرت الأحاديث التي تشير إلى بشارة أهل التوحيد بالنجاة من النار والفوز بالجنة.
ثالثاً: وضحت ورفعت الإشكال عن أحاديث هاذا الباب.