انتهى - فإذا اجتمعت في الفظ ثلاث مشدات متواليات فهي في مقام ستة أحرف وإذا اجتمع أربع مشددات فهي في مقام ثمانية أحرف فيجب على القاري إن يبين ذلك في لفظه مع تمهل وترتيل من غير تلوُّك ولا تعويج كما يفعله من لا خبره له ويعطي كل مشدد حقه ولا يتجاوز به رتبته ولا يقصر به دونها.
ثم إن التشديد بعضه أبلغ من بعض ولذلك إلى ثلاثة أعلى وأدنى ومتوسط بينهما فأعلاه تشديد الرا فيجب إظهار التشديد فيه إظهارا بينا ليتمكن من إخفاء التكرير الذي فيه وهو في التشديد أمكن من غيره وكذلك حرفا العلة وهما الواو والياء في كلمة أو كلمتين نحو حَفِيٌّ ووَلِيٌّ وعَدُوُّ وآوَوْا ونَصَرُوا واتَّقَوْا وأمَنُوا فيجب إظهار بينا لثقل التشديد فيهما اكثر من غيرهما وكذلك إذا وقع التشديد بعد ألف نحو الطَّامَّةُ والصَّاخَّةُ وأمِّينَ والضَّالِّينَ فلا بد من التشديد البليغ والمدّ الطويل ولا يجوز الاخلال بأحدهما وكذلك اللام مفخما فيجب بيان التشديد فيه ليظهر التفخيم المقتضي للتعظيم والاجلال في اسم الجلالة هذا اعلاه، ادناه الإدغام مع الغنة نحو من يقول من وَلِّيّ ومنْ معه من نَصِيرٍ أو مع الإطباق في نحو أحَطْتّ وبسطتّ أو مع الاستعلاء على القول بإبقائه في ألّم نَخْلُقكُّمْ، والمتوسط بينهما هو باقي ما يشدد على القاري إن يبين ذلك في لفظه ويعطي كل حرف حقه وما هو الصواب فيه فَشُدَّ يَدَكَ على ما ذكرت لك ولازمه في قراءتك حتى يصير لك الصواب سجية وطبعا والله الموفق ويقع الخطأ في هذا الباب من أوجه. منها تخفيف المشدد نحو إياك وهو لحن إذ فيه نقصان حرف من القرآن ومنها تشديد المخفف نحو لِنُرِيَهُ ورَقَبَةٍ والْعَقَبَةُ والْحُطَمَةُ وحُمِلَتِ الأرْضُ وهو لا يجوز إذ فيه زيادة حرف، ومنها تحريكه لدى الوقف عليه وهو خطأ كما سيأتي ذلك في باب الوقف إن شاء الله تعالى.