والبهقي وغيرهما بأسانيد صحيحة وهو عند الخطابي وأبي عبد الله وجماعة من باب القلب أي زينوا أصواتكم بالقرآن وهكذا رواه عبد الرزاق وقال صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن بأصواتكم فأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وفي حديث أبن عباس لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت ولكن من وفقه الله لا يجتزي بإتقان اللفظ وإصلاح اللسان ويترك التدبر في معانيه والتفكر في غوامضه والتحري في مقاصده وترك النفس وقت تلاوته قال تعالى أفلاَ يَتَدبَّرونَ القرآن أمْ على قلُوبٍ أقْفَالُهَا وقال ليدَّبَّرُوا آياته وليَتَذَكَّر أولُوا الألْبَابِ وقال علي بن أبي طالب لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها وكان بعض السلف إذا قرأ آية ولم يحضر قلبه أعادها وما أحسن هذا لمن وفق إليه، ومثل من يترك التدبر في كتاب الله ويشتغل بحديث النفس كمثل من هو في رياض عجيب أشجاره مختلفة الأنواع يانعة الثمار عظيمة المقدار حصباؤه الدر والياقوت وعن بعيد منه جيف وقذارات فصار يتطلع إلى تلك الجيف والقذارات ويترك التنزه فيما هو حالٌّ فيه حمق وحرمان أعظم من هذا وقيل. لبعض الموفقين إذا قرأت القرآن أتتحدث في نفسك بشيء؟ قال أي شيء أحب إلي من القرآن أحدث به نفسي، والكلام فنسأل الله تعالى التوفيق والهداية إلى أقوم طريق أمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015