ذَاتِ الْبَيْنِ إِذَا تَقَاطَعُوا» .

وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ عَجَزَ عَنْ ثَمَانِيَةٍ، فَعَلَيْهِ بِثَمَانِيَةٍ أُخْرَى، لِيَنَالَ فَضْلَهَا: أَوَّلُهَا: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَهُوَ نَائِمٌ فَلَا يَعْصِ بِالنَّهَارِ.

وَالثَّانِي: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ صِيَامِ التَّطَوُّعِ، وَهُوَ مُفْطِرٌ، فَلْيَحْفَظْ لِسَانَهُ.

وَالثَّالِثُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الْعُلَمَاءِ، فَعَلَيْهِ التَّفَكُّرُ.

وَالرَّابِعُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الْمُجَاهِدِينَ، وَالْغُزَاةِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِهِ، فَلْيُجَاهِدِ الشَّيْطَانَ.

وَالْخَامِسُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الصَّدَقَةِ، وَهُوَ عَاجِزٌ، فَلْيُعَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعَ مِنَ الْعِلْمِ.

وَالسَّادِسُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الْحَجِّ، وَهُوَ عَاجِزٌ، فَلْيَلْزَمِ الْجُمْعَةَ.

وَالسَّابِعُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الْعَابِدِينَ، فَلْيُصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ، وَلَا يُوقِعْ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.

وَالثَّامِنُ: مَنْ أَرَادَ فَضْلَ الْأَبْدَالِ، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، وَيَرْضَى لِأَخِيهِ مَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ

830 - وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْجَنَّةَ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ الْجَنَّةَ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ قَبْلَ الْحِسَابِ، فَيَقُولُونَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلِ الْفَضْلِ فَيَقُولُونَ: مَا كَانَ فَضْلُكُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالُوا: إِنَّا كُنَّا إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ.

{فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74] ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْجَنَّةَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيدُ الْجَنَّةَ.

فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: أَقَبْلَ الْحِسَابِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَتَقُولُ: وَمَا كَانَ صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَصَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ.

فَتَقُولُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015