وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: لَأَنْ أَشْهَدَ الْجُمْعَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةِ تَطَوُّعٍ وَعَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ: لَأَنْ أَشْرَبَ قَدَحًا مِنْ نَارٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْرَبَ قَدَحًا مِنْ خَمْرٍ، وَلَأَنْ أَشْرَبَ قَدَحًا مِنْ خَمْرٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَخَلَّفَ عَنِ الْجُمْعَةِ، وَلَأَنْ أَتَخَلَّفَ عَنِ الْجُمْعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ
422 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ آيَةً فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِأُبَيّ بْنِ كَعْبٍ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ فَغَمَزَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ أُبَيُّ: إِنَّمَا حَظُّكَ مِنْ صَلَاتِكَ مَا لَغَوْتَ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «صَدَقَ أُبَيُّ» ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَيَمَسُّ مِنْ دُهْنِهِ وَمَا كَانَ، ثُمَّ يَأْتِي الْجُمْعَةَ فَلَا يُؤْذِي أَحَدًا، وَلَا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَيُصَلِّي مَا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ جَلَسَ وَأنَصْتَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»
423 - وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمَ الْجُمْعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَمِنْ يَوْمِ النَّحْرِ، وَفِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ.
فِيهِ خلق اللَّه تَعَالَى آدم، وَفِيهِ أَهْبَطَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تُوُفِّيَ آدَمُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا فِي سَمَاءٍ وَلَا فِي أَرْضٍ يُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمْعَةِ»
424 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ , أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مَعَ أَعْوَانِهِ يُزَيِّنُونَ لِلنَّاسِ أَسْوَاقَهُمْ وَمَعَهُمُ الرَّايَاتُ وَتَقْعُدُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَمَنْ دَنَا