الحفاظ والمصاحف من الأصوات والصور الذهنية والنقوش مخلوق كخلق حامليها. وهذا موافق لقول من يقول من الجهمية أن اللفظ بالقرآن مخلوق يريدون بذلك التلاوة والمتلو جميعاً وموافق أيضاً لقولهم أن المكتوب في المصاحف من القرآن والمحفوظ في الصدور منه مخلوق وهذا مما أنكره الإمام أحمد وغيره من أكابر العلماء وعدوه من أقوال الجهمية. ولاشك أن تقرير الكوثري لما ذكره عن أبي حنيفة يفتح باب الطعن في أبي حنيفة وتصديق الروايات التي جاء فيها أن أبا حنيفة كان يقول بخلق القرآن وأنه قد استتيب من ذلك ثلاث مرات وهذا مما ينزه عنه أبو حنيفة وينزه أيضاً عما قرره الكوثري ونسبه إليه يحسب أن فيه مدحاً لأبي حنيفة وهو في الحقيقة مما يذم به ويطعن به عليه لو كان ثابتاً عنه ولكنه لم يثبت والأحرى أنه مفترى على أبي حنيفة.
الاحتمال الثاني: أن يقال لعل أبا حنيفة أراد