. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وحرف تنفيس لتقليل وقوعه كقولك: البخيل قد يعطي، والجواد قد يمنع.
الثالث: أن تكون حرف تحقيق فتدخل على كل من الماضي والمضارع لتقرير معناه ونفي الشك عنه، فدخولها على الماضي كثير كقوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها (?) وقوله تعالى [5/ 188]: وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ (?)، وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ (?)، ومن دخولها على المضارع قوله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ (?)، قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ (?) ومنه قول الشاعر:
4115 - قد أترك القرن مصفرّا أنامله ... كأنّ أثوابه مجّت بفرصاد (?)
وهو في علم البيان من التقليل على طريق التهكم.
ولا يفصل بين «قد» والفعل إلا بالقسم كقول الشاعر:
4116 - أخالد قد والله أوطئت عشوة ... وما العاشق المظلوم فينا بسارق
أقرّ بما يأته المرء إنّه ... رأى القطع خيرا من فضيحة عاشق (?)
وقول الآخر:
4117 - لقد أرسلوني في الكواعب راغبا ... فقد وأبي راعي الكواكب أفرس (?)
أراد: فقد أفرس راعي الكواكب وحقّ أبي، ويجوز أن يكون أضاف الأب إلى «راعي» وهو يعني نفسه وقد يغني عن الفعل بعدها دليل فيحذف كما يحذف بعد «لمّا» ويوقف عليها كقولك: أزف الشّخوص (?) وكأن قد، قال النابغة: -